العدد 2902
السبت 24 سبتمبر 2016
banner
معضلتان أمام وزارة التربية
السبت 24 سبتمبر 2016

المعضلة التي يواجهها أبناؤنا الطلبة مع بداية كل عام دراسي ولا يراد لها أن تجد حلا هي وزن الحقيبة المدرسية. ورغم التحذيرات التي يطلقها الاختصاصيون عن ما تسببه من آلام الظهر والعمود الفقري إلاّ أنّه يبدو أنّ القضية لا تأخذ حيزا من تفكير القائمين على عملية التعليم. وإلاّ هل من المنطق أن تبقى مسألة تمس صحة وسلامة أجساد الأطفال هامشية لا تستحق النظر فيها من الأصل. إنّ وزن الحقيبة كما يطالب به الاختصاصيون يجب ألاّ يتجاوز 15 % من وزن الجسم. بيد أنّ الملاحظ أنّ أوزان حقائب الطلبة أضعاف هذه النسبة بمرات!
المشكلة لا تتوقف على آلام ظرفية عابرة بل الأدهى أنّها تبقى تلازمهم إلى الكبر، وهذا ما يتناقض مع الاستراتيجيات الرامية إلى حماية الأطفال حاضرا ومستقبلا. إنّ منظر آباء يجرون حقائب أبنائهم بات مألوفا لدى الكثيرين، بعد أنّ ارتفعت شكاوى الصغار من وزن الحقيبة، وزارة التربية والتعليم ترد على الشكاوى بأن لديها خطة لتقليص حجم الحقيبة لكن على صعيد الواقع العملي لا نرى شيئا متحققا الأمر الذي يدفعنا إلى القول إنه لا يوجد اهتمام جدي بالقضية. هناك مقترح كنا نتمنى لو أولته الوزارة جلّ اهتمامها يتلخص في وضع برنامج للحصص بحيث يحمل الطالب الكتب المقررة في البرنامج ويحتفظ المعلم بالدفاتر في خزانة الصف ولا يحمل الطالب منها إلاّ تلك التي يحتاجها في المنزل، لو تم تطبيق هذا المقترح لأمكن التخفيف من وزن الحقيبة.
المعضلة الأخرى التي باتت حديث كل أسرة بحرينية هي الكتب المستعملة، وكانت بحق مفاجأة بل شكلت صدمة للطلاب وأحالت فرحتهم إلى حزن. المسألة لم تتوقف على قِدم الكتب فحسب، بل ما بعث الحزن في نفوس الصغار أنّ منها تالفة، وأخرى احتوت إجابات للتمارين وهنا يقع طلابنا في إشكالات لا حصر لها. السؤال كيف نطلب من التلاميذ الإجابة على تمارين في الأصل تمت إجابتها!
لو أنّ وزارة التربية والتعليم اقترحت على الطلاب دفع مبالغ تأمين في حالة تعرض أي كتاب للتلف لما ترددت الأغلبية الساحقة من أولياء الأمور في الاستجابة حرصا على مستقبل الطلاب، لكن أن نصدم الطلاب بكتب في حالة سيئة فلا أعتقد أنها بداية سعيدة لهم، ثم هل فكرت الوزارة في الأثر الذي من الممكن أن يخلفه هذا القرار على نفسياتهم وبالأخص تلاميذ المرحلة الابتدائية؟
الهيئات الإدارية والتعليمية بالمدارس لم تكن بالطبع مقتنعة بقرار الوزارة وأعلنت أنها تفاجأت بالقرار، بل وقعت في حرج بالغ مع أولياء الأمور والطلاب الذين ارتسمت على وجوههم علامات الحزن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .