العدد 2907
الخميس 29 سبتمبر 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الساسانيون وحقوق المسلمين (2)
الخميس 29 سبتمبر 2016

 دائما تردد الثورة التكفيرية الإيرانية عبارات التأكيد على مواقف ما تسمى بالجمهورية الإسلامية في الدفاع عن حقوق المسلمين، ولكن حقوق المسلمين تقف عندما يطالب إخواننا الأحوازيون حقوقهم، فبعد ما يقارب 87 عاما من الاحتلال، ومع كل سلمية النضال الأحوازي لإعادة حقوقه الإنسانية والقومية والوطنية، مازالت الثورة التكفيرية تنهب ثروات شعب الأحواز من نفط وغاز ومياه، وتحتكر الطاقات والقدرات والإمكانيات الأحوازية، وتستغلها لأهدافها في العنف والقمع الدموي، كوسيلة وحيدة لمعالجة القضية الأحوازية. ومازالت عمليات القتل والإعدامات والتعذيب والأحكام الجائرة للناشطين السياسيين والثقافيين والاجتماعيين الأحوازيين، الطريقة الوحيدة التي تعالج بها هذه الثورة التكفيرية مطالبة الأحوازيين بحقوقهم المشروعة، ومازالت تعلق كل أسبوع جثث الشهداء في الشوارع العامة وعلى الجسور وأحيانا داخل السجون، وهي أعلى نسبة إعدام في إيران والأكثر وحشية في العالم، حيث يعدم الأحوازي في الشارع بالرافعات، وتبقى اجساد الشهداء معلقة ساعات طويلة على الطرق العامة، تريدها سلطات هذه الثورة التكفيرية عبرة للأحوازيين، حسب تعبير النظام الذي بنيت كل مؤسساته على الإجرام والقتل.
إن الشعب الأحوازي هو الأكثر تلقيا للظلم والقمع من قبل هذه الثورة التكفيرية وهذه المدرسة الساسانية التكفيرية التي اصبحت تعاقب كل عربي احوازي يطالب بالحرية. وشمل عنف هذه الثورة التكفيرية النساء الأحوازيات، حيث يتم منعهن من الإنجاب بطرق مختلفة في المستشفيات حسب ما يؤكده الأحوازيون. هذا بالإضافة الى استعمال كل الوسائل الإجرامية لتهجير الأحوازيين من أراضيهم، بالتجويع والبطالة وقطع مياه الشرب والري الزراعي، وحرمانهم حتى من القروض البنكية لشراء أو بناء سكن خاص بهم. كما صادرت سلطات الثورة التكفيرية مئات الآلاف من الهكتارات المزروعة من المزارعين الأحوازيين لصالح مشاريع قصب السكر الاستعمارية، مع استخدام جميع موظفي وعمال هذه المشاريع من خارج الأحواز ومن غير العرب.
إن لشعب الأحواز الحق بمطالبة كل المؤسسات التابعة للأمم المتحدة خصوصا، بالخروج عن صمتها وسكوتها المطبق جراء ما تفعله الثورة التكفيرية في الأحواز، والمطالبة بالسماح لها الوصول للأحواز ولقاء المعتقلين والمعذبين الأحوازيين في السجون والمعتقلات، وأن تعمل كل ما يمكنها فعله لضمان حرية التحرك السلمي وحق الشارع الأحوازي بالخروج السلمي والتظاهر في الشارع دون قتل وسجن وتعذيب. إن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة مطالبة بإصدار إداناتها لقمع الثورة التكفيرية للأحوازيين، ومطالبة أيضا بأن تقوم بدورها لحماية هؤلاء المدنيين من عمليات القتل والابادة الجماعية والمنظمة، والربيع العربي إن شاء الله سوف يصل الى أرض ومنبع هذه الثورة التكفيرية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية