العدد 2908
الجمعة 30 سبتمبر 2016
banner
الثامن والعشرون من سبتمبر
الجمعة 30 سبتمبر 2016

صادف هذا التاريخ قبل 46 سنة يوم السابع والعشرين من رجب وهو يوم رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، فقد أراحه ورحمه الرحمن بذلك، فهو لو عاش أكثر من تلك الفترة لمات عدة مرات بسبب ما يحدث في هذه الأمة التي نذر ذاته لها وعاش من أجلها، وتمر علينا حاليا ذكرى رحيل هذا القائد والزعيم وأمتنا العربية تعاني أضعافا مضاعفة لما حدث في ذلك العام وكان من أسباب الأزمة القلبية التي أدت إلى وفاته في الثامن والعشرين من سبتمبر من عام 1970.
غادرنا منذ ستة وأربعين عاما من الآن، وتم تغييبه عمدا مع سبق الإصرار والترصد من قبل كثيرين هيمنوا على مقدرات مصر وإعلامها وبذلوا الكثير لنشر السواد على اسمه وأعماله طوال تلك السنين، مستعينين بكل من حمل الحقد بداخله بحق هذا الزعيم وبحق هذه الأمة ومنعوا اسمه من كل شيء في مصر وغيرها معتقدين خطأ أن هذا الاسم وذلك العمل الذي قام به سيطويه النسيان وينتزع من قلوب البشر الذين ساروا وراءه، ولكن هذا الاسم والأفعال عادت بقوة على يد البشر أخيرا وأجبروا الآخرين على ذلك.
عاد اسمه من جديد لأن الأمة بدأت تعاني مما حاربه ذلك الزعيم أثناء وجوده في هذه الدنيا، عادت ذكراه لأن الناس فهموا رغم كل شيء قيمة هذا الزعيم وكيف كان يحمل بداخله هم الأمة والإنسان العربي في كل مكان، عاد مرة أخرى لأن الإنسان العربي رأى الدنيا بعد غياب الزعيم، رأى البياض الذي كان عليه وكانت عليه أعماله وسط هذا السواد الذي تعيشه أمتنا حاليا وفهم الحقيقة المغيبة عمدا من قبل أعداء الأمة، عاد لأن الإنسان العربي أدرك من جديد أن هذا الزعيم كان على حق وأن جميع أعدائه كانوا على باطل، عاد لأن الغربال الذي وضعه الغرب ومن معه من أعداء الأمة لم يستطع أن يمنع شمس أعماله من الانتشار في قلوب أبناء الأمة.
حين يفكر الواحد منا في الإنسان وحقوقه وما له يتبادر إلى الذهن اسمان لا يستطيع أعداؤهما مهما بذلوا النيل منهما، سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه في صدر الإسلام منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، وجمال عبدالناصر في القرن العشرين، كيف كان سيدنا عمر مع الحق أينما كان، لا يخشى فيه لومة لائم، وجمال عبدالناصر الذي وضع الإنسان فوق كل اهتماماته ولم يأبه لأعداء الأمة في ذلك، اسمان حفرا مكانتهما التاريخية ووضعا نفسيهما في القمة رغم كثرة أعدائهما، لأن كثرة الأعداء لا تعني أنهما على خطأ، بل تعني أن المنتفعين وأصحاب المصالح وأعداء الأمة كثيرون... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .