العدد 2917
الأحد 09 أكتوبر 2016
banner
جلادو الشعب الإيراني... “ماكنة الإعدامات ستبقى شغالة” (2)
الأحد 09 أكتوبر 2016

إذا تغاضينا عن العنتريات الدعائية لكبار مسؤولي نظام الملالي، فسيطرح سؤال مهم نفسه، لماذا يلجأ نظام الملالي إلى عقوبة الإعدام إلى هذا الحد، ولماذا كل هذا السعي للدق على طبول “يجب تنفيذ عقوبة الإعدام في أسرع وقت ممكن”؟
الإجابة واضحة جدا، ليس ذلك إلا بسبب خوف النظام من انتفاضة الناس الذين ضاقوا ذرعا بحكم الملالي، والذعر من السقوط الوشيك. ويحاول النظام عن طريق هذه الإعدامات أن يبعد الخوف عن نفسه ليلقيه على المجتمع الإيراني، إنها حقيقة مسجلة واعترف علي خامنئي صراحة مرارا وتكرارا بأنه إذا تراجعنا خطوة واحدة وتخلينا عن الإعدام والقمع فإن علينا أن نرضخ لتراجعات متتالية مقابل إرادة المواطنين، وعندئذ سيتم اقتلاع جذور هذا النظام الفاسد، لأن الشعب الإيراني طفح كيله، نساء ورجالا، وكل فئات ومكونات المجتمع الإيراني ضاقت ذرعا بهذا النظام المجرم، وتتربص به للانتفاضة وإسقاطه ورميه في مزبلة التاريخ.
الأداة الوحيدة التي ساعدت النظام على البقاء هي ممارسة القمع الوحشي والمنفلت والإعدامات اليومية بلا هوادة وغالبا بشكل جماعي.
النظام على يقين بأنه إذا توقفت الإعدامات ولو ليوم واحد فإنه يخسر ذلك اليوم ويقترب إلى السقوط الحتمي بقدر يوم واحد.
وأكدت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية عدة مرات خلال كلماتها ومواقفها تجاه الإعدامات المستمرة من قبل نظام الملالي أنه إذا تخلى النظام عن الإعدام فإنه لن يتمكن من مواصلة الحكم وامتلاك السلطة، إذ إن الشعب الإيراني سيكنس هذا النظام العائد إلى عصور الظلام.
لذلك يقوم النظام بإعدام السجناء السياسيين يوميا بذرائع مختلفة ويصفهم بمهربي المخدرات خوفا من غليان الشعب وتعجيل موعد الانتفاضة إلا أن الشعب الإيراني يعرف أن هذا القول كذب كبير ومفضوح. مصطفى محمدي الذي يتحدث اليوم بهكذا قول ألم يكن من الأعضاء الرئيسيين في لجنة الموت في صيف عام 1988 المتسببة في إعدام 30 ألفا من المجاهدين والسجناء السياسيين آنذاك؟ لا شك - كما أكد خليفة النظام خامنئي – أنه لو تخلى النظام عن الإعدام فإنه سيفقد أهم أداة للاحتفاظ بحكمه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .