كنت واثقاً أن خسارة الشيخ سلمان بن ابراهيم في انتخابات “الفيفا” الأخيرة لن تؤثر على مكانته المرموقة في صناعة القرار الكروي العالمي.
الأمور بدت واضحة منذ اليوم الأول عندما هنأ رئيس الاتحاد الآسيوي منافسه السويسري جياني انفانتينو وأبدى استعداده للتعاون معه في ترميم المنظمة الدولية المتهالكة بعد سلسة من فضائح الفساد المخزية التي تورط فيها كثير من المسؤولين الكبار.
كانت التهنئة بمثابة “السلم” الذي وضعه الشيخ سلمان “لينزل إنفانتينو من على الشجرة”. المسألة لم تعد شخصية و “المصلحة العامة” تقتضي أن يصبح “أعداء الماضي أصدقاء المستقبل”، علمًا أن العداوة لم تكن موجودة بين الطرفين أصلا. إلا أن “الدبلوماسية الناعمة” التي يتبعها رئيس الاتحاد الاسيوي سرعان ما ترطب الأجواء الجافة وتطرد أي نوع من أنواع التوتر والاحتقان.
الأمور سارت على ما يرام بعد تنصيب “إمبراطور جديد للفيفا”، فيما عاد الشيخ سلمان إلى “عمقه الاستراتيجي” آسيا ليعبر عن امتنانه لأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد القاري على ثقتهم فيه ودعمهم الثابت له في الانتخابات. اتحد الآسيويون وتتالت اجتماعاتهم المثمرة، إلى أن جاء تأكيد استقلالية قرار الاتحاد الآسيوي وعدم السماح لأحد بالتدخل في شؤونه، كبرهان واضح على قوة القارة الصفراء في المعادلة.
الرسالة واضحة للجميع. آسيا بغالبيتها الساحقة أصبحت مؤمنة أكثر برئيسها الشيخ سلمان بن إبراهيم الذي لم يعد مُرشحًا أو نائبًا للرئيس وحسب، وإنما صانع مؤثر في مطبخ القرار الكروي في العالم. وهذا الأمر ليس تحليلا وإنما معلومة مؤكدة، ولعل إجماع أعضاء مجلس “الفيفا” على اختيار البحرين مسرحا لاستضافة كونغرس الاتحاد الدولي في مايو المقبل حقيقة من شأنها أن تبدد الشوك.
لكن البحرينيين أكثر من يحتاج إلى الاستفادة من هذه الحقيقة، فكم ستستفيد بلادنا من استضافتة حدث بهذا الحجم؟
اعتقد أن العديد من الأطراف سيدينون بالفضل إلى الرياضة التي وضعت البحرين على الخريطة العالمية بفضل كوادرها وقياداتها المتميزة مثل الشيخ سلمان. فالأحداث المهمة من شأنها أن تنعش قطاع السياحة والاقتصاد، وهذا بالتحديد ما يسعى له الشيخ سلمان من خلال موقعه الدولي الرفيع.
ما أود قوله في الختام هو أن مُساهمة الشيخ سلمان في اختيار البحرين لاستضافة كونغرس “الفيفا” لا تأتي اعتباطًا، وإنما هي فرصة يتوجب الاستفادة منها على جميع الأصعدة. وعلى اتحاد الكرة بصفته الجهة المعنية بهذا الموضوع المسارعة بفتح خطوط ساخنة للتنسيق مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية ووزارة شؤون الشباب والرياضة لإيجاد طريقة ناجعة تنفع البحرين والكرة البحرينية من هذه الفرصة الثمينة.