إن الخطاب السامي لسيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، خلال تسلم جلالته التقرير السنوي لأعمال مجلسي الشورى والنواب لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع، كان شاملا وعاكسا كل الإنجازات التي تحققت في عهد جلالته أيده الله.
فجلالته حريص كل الحرص على توحيد كلمة أبناء البحرين بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم ومللهم، والسير معا بيد واحدة نحو أفق المستقبل لبلوغ الغايات المنشودة، إنها الذات البحرينية في أعلى صورها وحالاتها المعروفة بأصالتها وتلاحمها وتكاتفها وحبها قيادتها، مع يقظتها في الوقت نفسه لكل دخيل حاقد  يسعى للنيل من البيت البحريني الكبير.
يقول جلالته حفظه الله خلال تسلمه التقرير: (نشدد على ضرورة أن لا يسمح لأية جهة خارجية استغلال تنوعنا المذهبي وبث الفرقة فيما بين أهل البيت الواحد، الأمر الذي تنبذه بل تحرمه شرعيتنا الإسلامية الغراء، وإن ما يجمع أهل البحرين أكبر مما يفرقهم، ويقظتهم ستظل الحصن الحصين لسلامة ووحدة البحرين).
البحرين منذ القدم تتميز بمتانة الجبهة الداخلية والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد ويشتد التلاحم عندما يتعرض الوطن لأي خطر، ومن يقرأ أفكار الإنسان البحريني يدرك من الوهلة الأولى أنه أمام إنسان فريد يسعى للبناء لا الهدم، إلى الوحدة لا التفريق، والحب لا البغض، والتسامح لا الانتقام، ولهذا تميز المجتمع البحريني بتعدد المذاهب وبيئة حاضنة لكل الأديان والملل وهي مبادئ راسخة منذ عصور بعيدة، وكما قال جلالته حفظه الله: (إن ما تشهده البحرين من خصوصية عرفتها منذ مئات السنين وتعايشت عليها الأجيال، هي ميزة تبعث على الاعتزاز والفخر، وتتمثل في احتفاظ مجتمعنا الواحد بقدرته على حماية لحمته الوطنية واحترامه التنوع الديني والمذهبي، إن تلك القدرة على التعايش والتسامح وقبول واحترام الآخر ليست وليدة اللحظة، بل جاءت متدرجة مع البناء الحضاري الذي شهدته البلاد على مر مئات السنين)، مؤكداً جلالته ضرورة الحفاظ على تلك القيم الإنسانية السامية النابعة من طبيعة الإنسان البحريني الذي عُرف بدفاعه المستمر عن السلم والتآخي والوئام).
نعم سيدي جلالة الملك... إن هذا التلاحم في البيت البحريني هو السلاح الذي نحمله في وجه التحديات التي تواجهنا، فتوحيد الصفوف تحت راية الولاء للوطن هو السلاح الذي لا يهزم أبدا، وسيظل المجتمع البحريني متماسكا أمام كل العواصف وسنمضي قدما تحت قيادتكم في الحفاظ على مقدراتنا ومنجزاتنا.