العدد 2924
الأحد 16 أكتوبر 2016
banner
لعبة أميركا الحوثية
الأحد 16 أكتوبر 2016

القصف الأميركي لبعض مواقع الحوثيين في اليمن بعد إطلاق صواريخ متعمدة على السفن الأميركية يحمل عدة رسائل متباينة، فأميركا التي طلبت قبل أيام فقط من هذه الحوادث التفاوض مع الحوثيين وفك الحصار عنهم بل دعت لحوار معهم ومشاركتهم في الحكم، هي ذاتها أميركا التي قامت بقصف مواقعهم وهددت بمزيد من الضربات، وهنا لابد من أن نفترض أن لعبة أميركا هذه المرة ليست فقط في الدفاع عن سفنها في الخليج العربي ولا عن هيبتها في العالم، فقد فقدت هذه الهيبة منذ احتل أوباما البيت الأبيض، اللعبة الأميركية في أواخر أيام هذا الرئيس هي التدخل في المنطقة وتوجيه الضربات في أي مكان، كالعراق وسوريا واليمن، ومن يعلم غدا أين تضرب وبأية حجة، حتى أن المرء بدأ يشك في أن ثمة صواريخ انطلقت ضد السفن الأميركية، أو يشك في أن هناك من أطلقها عمداً لتقوم أميركا بقصف مواقع لا تشكل نقطة تجمع للحوثيين بقدر ما هي مواقع تجمع آليات ورادارات، ولو كانت هذه المواقع المعروفة والمكشوفة يستخدمها الحوثيون، فلماذا تجاهلت قوات التحالف العربي طوال الشهور المنصرمة توجيه ضربات لهذه المواقع؟ أين ذهب القصف المتواصل لقوات علي صالح والحوثيين؟
المعروف وهو ليس أمرا سريا بل تعرفه حكومات دول المنطقة أن الولايات المتحدة نشرت مراكز خطيرة تابعة لجهاز الـ NSA، وحتى نعرف ماذا يعني هذا الجهاز وما مهمته نعود لتصريحات الهارب من الشبكة الأميركية للتجسس سنودن، ونطلع على ما قاله بشأن هذا الجهاز، وما يعني وجوده في الدول الأخرى خارج الولايات المتحدة ومنها البحرين، ولن أزيد على ذلك فما قاله سنودن يفوق ما سأقوله أو يقوله غيري في هذا الشأن، ملخص الحديث هنا أن الولايات المتحدة الأميركية لها لعبتها التي في كل مرة تأتي تحت ستار جديد، ففي كل منعطف في المنطقة العربية نكتشف مخططاً تقول عنه الإدارة الأميركية شيئا ونكتشف بعدها وربما في وقت متأخر للأسف الشديد شيئاً آخر مختلفاً عما ادعته في البداية حتى وصل الأمر في وقت ما أن تزيح الرؤساء وتطيح بالأنظمة العربية المستقرة تحت حجج مختلفة، ولا ننسى حتى اليوم أن رئيس أميركا أوباما في بداية إطلاق مشروع ما سمي بالربيع العربي الدمر يدعم الرئيس حسني مبارك، واعتبره شريكا في المصالح ودعاه للتفاوض مع المحتجين، ثم فجأة خلال أيام انقلب عليه ودعاه للتنحي، هذه هي أميركا حتى نعرف حقيقة نواياها من قصف الحوثيين وتدخلها في اليمن وهل يكون مقدمة لشيء جديد ولعبة سخيفة أخرى على حساب دول وشعوب المنطقة؟ قد يبدو ظاهرياً لبعض المسؤولين الخليجيين أن موضوع قصف الحوثيين يدعو للارتياح ولكن أحذرهم قبل ذلك بأن يبحثوا عن المخفي وراء الأمر.

متاهة المستهلك
أسميها متاهة المستهلك بوزارة التجارة، لأنها غائبة عن المستهلك في وجه الوكالات والشركات المتهربة عن التزاماتها، وآخر هذه المهازل حالة الصمت المطبقة على الوزارة وعلى حماية المستهلك بشأن قرار شركة سامسونغ استرجاع أموال الزبائن الذين دعتهم في رسائل بعثتها للوكالات والمستهليكن لسرعة إغلاق هواتفهم وتسليمها للوكيل واسترجاع حقوقهم، وانتهت دولة الإمارات العربية من هذه المهمة، بل دعا وكيل سامسونغ للهواتف في المركز الرئيسي في دبي الوكيل البحريني لبدء المهمة ولكن لا حياة لمن تنادي لا عند الوكيل ولا عند وزارة التجارة التي أدعوها للصحوة، فالتصريحات والشعارات التي تطلقها لا وجود لها على الواقع.

تنويرة:
كف عن تصحيح أخطاء غيرك لأن أخطاءك ذاتها بحاجة للتصحيح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية