العدد 2933
الثلاثاء 25 أكتوبر 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
تعدد الرؤساء والساسانية لا تزال (1)
الثلاثاء 25 أكتوبر 2016

لابد لنا أن نقرأ التاريخ جيدا، وأن نعي الدروس والعبر من كل ما سطرته الثورة التكفيرية الطائفية الساسانية ضد المسلمين والعرب. فبعد انتهاء الانتخابات الإيرانية وفوز ما كان يسمى بالإصلاحي أو المعتدل روحاني برئاسة الجمهورية، تفاوتت الصحافة الخليجية في تقييمها لهذا الفوز، وفي نظرتها للمرحلة القادمة من العلاقات الإيرانية الخليجية، ومن الصحف والكتاب الخليجيين من رحب، ومنهم من تخوف، ومنهم من تحفظ. لكن كاتب هذه السطور يرى أن هناك مسرحية كبيرة، قام بها من يسمي نفسه المرشد، ونفذها بكل نجاح روحاني وجليلي وبقية المرشحين، وكان الشعب الايراني كالعادة الضحية.
وقبل أن نشرح خفايا المسرحية، لنا أن نوجز رأي الصحافة والصحافيين والكتاب والمحللين الخليجيين، بخصوص فوز روحاني والنظرة الإعلامية الخليجية لدلالات هذا الفوز في نقطتين، أولا: فريق المتفائلين وهو الذي يرى أن فوز روحاني يعني أن الشعب الإيراني تاق ورغب إلى الاعتدال، ويريد الدخول في تجربة مختلفة في الحكم، تقوم على مد الخطوط والأيادي لكل الأقطاب السياسية داخليا، واعتماد لغة وأسلوب الحوار على المستوى الإقليمي والدولي، من أجل التوصل لحل للقضايا الشائكة، بينما يرى فريق آخر من المتفائلين أن فوز روحاني على المحافظين بالانتخابات الرئاسية، هو في حقيقة الواقع انتصار للذكاء والاعتدال والتقدم، على التطرف والانعزال والتكبر السياسي الإيراني.
بينما يرى فريق ثالث أن على روحاني وخلال فترة رئاسته، العمل على ترجمة هذه الشعارات على أرض الواقع وتحويل الأقوال إلى أفعال،  فالإصلاحيون كما يرى هذا الفريق، يتطلعون إلى أن تكون فترة رئاسته عهدا للاستقرار والسلام والرخاء.  ثانيا: الفريق المتشائم الذي يرى أنه رغم اختيار الشعب الإيراني الإصلاحيين المعتدلين، بأمل إنقاذ الاقتصاد الإيراني من الانهيار، وإدخال برامج إصلاحية تأتي بالاستقرار، وإعادة النظر في السياسات ضد الخليج والعرب والغرب، وصولا إلى البرنامج النووي، إلا أن المرشد وحرسه ولأنهم هم الذين يتحكمون بكل مفاصل الدولة الإيرانية، وأن الرئيس كبير الموظفين الذين ينفذون إرادة المرشد، فإن الأمل يبدو ضعيفا بأن يتغير نهج النظام الإيراني، من حالة العداء للداخل والخارج إلى الانفتاح على الوطني في الداخل والعودة لمسؤولية الدولة، والتخلص من ثقافة العصابة والمؤامرات في التعامل مع الخارج.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .