العدد 2943
الجمعة 04 نوفمبر 2016
banner
الاقتصاد الإيراني يعيش أسوأ مراحله (1)
الجمعة 04 نوفمبر 2016

خاب حكام إيران وأولهم خامنئي وعموم الذين ضربتهم نشوة كأس توقيع الاتفاق النهائي بشأن إغلاق الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات الأميركية والدولية المفروضة على إيران منذ عقد ونيف، بعد أن تحولت نشوة كأس التوقيع إلى رقصة تسمم تهز جسد ولاية الفقيه برمته، بعد أن تكشف أن ما تجرعوه لم يكن أكثر من كأس سم نووي، لا يختلف عن كأس السم التي تجرعها خميني حين أوقف مجبرا حربه العدوانية على العراق عام 1988. فالعقوبات لم ترفع تماما – عقوبات البالستي – وتم حجز أموال الإرهابيين من أسماء كبار المسؤولين، وعدم تدفق المؤمل من رؤوس أموال الاستثمارات إلى إيران، كل ذلك دفع الاقتصاد الإيراني إلى الحضيض كما تورد أغلب التقارير العالمية بهذا الخصوص، فضلا عن اعتراف مسؤولي السلطات الاقتصادية الإيرانية أنفسهم وتأكيدهم ان الاقتصاد الإيراني يجر نفسا يحتاج إلى أكثر من خمسين مليار دولار من الاستثمارات وأكثر من عشرين عاما من الجهد المخلص النزيه لتخليص إيران من عبودية فساد الملالي.
إلى هذا، قال أحد خبراء الاقتصاد الدوليين في تحليل له عن أوضاع الاقتصاد الإيراني: إن الشركات الأجنبية والمستثمرين يحاذرون من المغامرة في دخول الأسواق الإيرانية، لافتا إلى أن الاقتصاد بات يعتمد اعتمادا كبيرا على المبادرات الداخلية بدل اعتماده على الاستثمارات الأجنبية.

وأوضح أن التردي الاقتصادي بلغ ذروته في عامي 2012 و2013، وهذا ما دفع النظام الإيراني إلى توقيع أول اتفاق لتجميد برنامجه النووي في نوفمبر من العام 2013، في محاولة منه لإعادة تنشيط حركة الاستثمارات الأجنبية، دون جدوى.

 ومع ذلك، أضاف الخبير اللبناني عجاقة في تصريح صحافي، لن تتدفق الاستثمارات الأجنبية إلى إيران خشية أن تستخدم مكاسبها في تعزيز الأجندة الإقليمية للحرس الثوري الإيراني. وفي تعليقه على الموضوع، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور عماد سلامة أن “سياسة إيران في الشرق الأوسط تحركها مصالحها النفطية، لذلك تجهد لفرض هيمنتها على مناطق أساسية كضرورة استراتيجية لبقاء اقتصادها واستمراره”. 

ورأى في حديث صحافي لإحدى الوكالات اللبنانية أن إيران تنظر بريبة إلى خروج سوريا بموقعها الجغرافي المهم من دائرة هيمنتها، لأن ذلك سيسقط سوريا في دائرة مصالح أخرى.
ولفت إلى أن “إيران تسعى إلى تثبيت حضورها في المناطق التي تشهد انقساما وتعمد بعدها إلى مفاوضة الآخرين من خلال وكلاء أقوياء لها، كما هو حاصل في اليمن والعراق وسوريا”.

 وقال إن “لبنان يشكل بالنسبة لإيران أحد أهم مراكز القوة”، وهذا ما يفسر وفقا له استثمار إيران الكبير في حزب الله واستخدامه كوسيلة للسيطرة، معتبرا أن النظام الإيراني يستخدم لبنان “كمنصة عسكرية لإرسال المقاتلين إلى سوريا”، لذلك، اعتبر سلامة أن إيران تستمر رغم كل ما تعانيه اقتصاديا في زيادة إنفاقها لدعم القوى التابعة لها في المنطقة، ولن تتخلى عن أية مكتسبات عسكرية حققتها في هذا المجال. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية