العدد 2943
الجمعة 04 نوفمبر 2016
banner
الضرورة الملحة التي لا مناص منها
الجمعة 04 نوفمبر 2016

لم تعد الدول العربية تلتزم الصمت حيال الدور الذي يقوم به النظام الإيراني في المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق بتصديره التطرف الديني والإرهاب والتدخل والقيام بتأسيس أحزاب وميليشيات ترى في هذا النظام مرجعيتها السياسية والفكرية وتقوم بتنفيذ ما يطلب منها بما لا يتفق مع أمن واستقرار هذه الدول ومصالحها الوطنية، وهذه الدول من حقها الكامل أن تبحث عن كل الخيارات المتاحة أمامها من أجل مواجهة هذا الدور السلبي لطهران.
منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف، والجهد الدبلوماسي الرسمي الإيراني وما تنفخ فيه الماكينة الإعلامية الرسمية، يصب في اتجاه دق إسفين بين المعارضة الإيرانية النشيطة المؤثرة على النظام في طهران، ولاسيما المجلس الوطني للمقاومة الايرانية عموما ومنظمة مجاهدي خلق بشكل خاص، وبين شعوب ودول المنطقة، وهي لم تكف عن نشر الاشاعات والتقارير المفبركة في دهاليز وأقبية الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية عن مزاعم باطلة لا وجود لها في الواقع من أن المقاومة الإيرانية تعادي شعوب المنطقة وبالأخص الشعب العراقي، ومتورطة بارتكاب جرائم ضده!
نشر هذه الأكاذيب وبثها من خلال أبواق مأجورة لا هم لها سوى قلب الحقائق، أمر لم يكف هذا النظام عنه، لكن هذه المحاولات المشبوهة والخبيثة لا تنطلي على أحد ولاسيما بعد أن صارت واضحة للعالم كله المخططات المشبوهة لطهران من أجل تنفيذ مخططات خبيثة ضد دول المنطقة تهدف في النتيجة النهائية الى اختلاق الفتن والفوضى.
الحاجز الوهمي الذي صنعته طهران بين المقاومة الإيرانية وشعوب ودول المنطقة، الذي صرفت عليه أموالا طائلة على حساب قوت الشعب الإيراني، بدأ يتبدد ويتلاشى خصوصا أن ما جرى في تجمع 9 تموز 2016 للمقاومة الايرانية في باريس، أكد هذه الحقيقة وأثبت أن الطريق والخيار الوحيد المتاح أمام شعوب ودول المنطقة من جهة وبين الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من جهة أخرى، هو التعاون والتنسيق لمواجهة شرور النظام الايراني.
الاعتراف العربي الرسمي بالمقاومة الإيرانية، يعني بالضرورة توحيد المواجهة ضد نظام الملالي، وهكذا خطوة أشبه ما تكون بدق مسمار في نعش النظام ومحاصرته في زاوية ضيقة وتوفير وتهيئة الأرضية والأجواء المناسبة من أجل التعجيل بالتغيير السياسي الجذري الكبير في طهران.

“الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .