العدد 2949
الخميس 10 نوفمبر 2016
banner
كلينتون.. ترامب.. لا فرق
الخميس 10 نوفمبر 2016

وقت كتابة المقال كان الأميركيون يتوجهون إلى الصناديق لتحديد من يقوم بانتخاب الرئيس الأميركي الجديد، ولأول مرة تصل إلى هذه الدرجة من المنافسة ومعها متمرد على النظام يريد التغيير الحقيقي وليس التغيير الذي تحدث عنه أوباما ثم نسيه، ولكن ما الفرق عندنا ولماذا نتابع هذه المعركة الانتخابية، وهنا أتحدث عنا نحن "الأمة العربية".

أمر طبيعي متابعة الانتخابات الأميركية كون هذه الدولة تحكمت فينا سنين طويلة، ومازالت تمارس هوايتها في تدمير وطننا وتسويد مستقبل الشعب العربي، ولكن السؤال هو ما الذي سنستفيده من وصول "كلينتون" أو "ترامب"، ما الذي سيتغير عندنا بوصول أحدهما، والجواب هو لا شيء لأننا نصر على العمل في القمة وليس في القاعدة، فنحن نظن أن القمة هناك كما هي عندنا في وطننا العربي يمكنها التحكم في كل شيء مع أن العكس هو الصحيح (ظاهريا على الأقل).

عندنا في أوطاننا العربية يكون مصدر القرار واحدا، أما عندهم فالقرار له منابع كثيرة يعمل كل منبع على المساهمة في تشكيل القرار حتى يصل إلى القمة جاهزا، لذلك نظن خطأ أننا عن طريق الرئيس الأميركي يمكننا تحويل أو تشكيل السياسة الأميركية تجاه قضايانا، ومارسنا ذلك طوال عقود دون نتيجة إلا الفشل في حل قضايانا أو توجيه السياسة الأميركية للانحياز لنا على حساب عدونا.

مع نشر هذا المقال تكون النتائج ظهرت وعرفنا من سيكون الرئيس، كلينتون التي عملت ومازالت تعمل في الخفاء أو ترامب الذي يريد أن يناطح الجميع وفضح الجميع، ومع ذلك لا أظن أن السياسة الأميركية سيحدث لها تغيير تجاهنا أيا كان الرئيس القادم، بل ستكون منافية لما نريد سواء في السر أو العلن، فالأمر سيان لا يختلف إلى في كيفية معرفة القرار.

مصدر القرار هناك ليس الرئيس ولا المستشارين ولا حتى الكونجرس، بل هو في الخلف، فمصدره رأس المال أي الشركات الأميركية الكبرى وعلى رأسها شركات السلاح والنفط ومعها المصارف الكبرى، فهذه المؤسسات هي التي تخلق الرئيس (كمنصب بالطبع) وتفرض عليه السياسة التي تخدم مصالحها وتزيد أرباحها بخلق الحروب هنا وهناك وجعلها في خدمة أسعار النفط وتتحكم معها المصارف في دورة رأس المال، أما نحن فنعيش في سبات عميق وننتظر النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع الأميركية... سبحان الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية