العدد 2950
الجمعة 11 نوفمبر 2016
banner
بعد وصول ترامب إلى الرئاسة
الجمعة 11 نوفمبر 2016

وصل السيد “ترامب” إلى البيت الأبيض أخيرا، وبعد أقل من ثلاثة أشهر سيستلم الرئاسة من أوباما، فما الذي علينا وما هو المطلوب منا، فالولايات المتحدة الأميركية دولة عظمى كما نعرف ولها يد في كل مكان، وكان لها ومازال دور في “تجمير” كل شيء عندنا في وطننا العربي، فهل هناك وسيلة في المستقبل القريب لتعديل الوضع مع الرئيس الجديد؟

قلنا بالأمس إن هناك مصالح وشركات تضع السياسة الأميركية وهي التي تضع الرئيس في البيت الأبيض بمساهماتها المادية في الحملات الانتخابية وتواجدها في مكامن السياسة الأميركية، ولكن على الجانب الآخر يوجد اليوم رئيس يحمل وجهة نظر تجاه ذلك، ولم تساهم تلك الشركات في حملته الانتخابية، بالتالي لا فضل لها في وصوله إلى المنصب، ولكن هذه الشركات متغلغلة في كل شيء في تلك الدولة، وستضغط بكل قوة عليه للخضوع لسياستها إلى الدرجة التي يمكن أن تعمل فيها على خلخلة السوق المالية في نيويورك، أو ربما تلجأ إلى العنف، بمعنى أن هناك احتمالا لظهور صراع داخل أروقة السياسة الأميركية بين التوجه الجديد والوضع القائم حاليا، ولابد أن يكون لنا دور في ذلك لإخراج الوضع مما كان عليه إلى وضع جديد يمكن أن يحمل نوعا من الإنصاف المفقود في السياسة الأميركية تجاه الوطن العربي.

لن يستطيع ترامب تنفيذ جميع الوعود التي أطلقها في الحملة الانتخابية بكل تأكيد، فالعقبات كثيرة أمامه ولن يستطيع تجاوزها بالكامل، وهو لن يدخل في عداء كامل مع ما سبق من سياسة أميركية كونه رجل أعمال في الأساس ولن يقوم بما يعيق مصالحه، ولكن الجانب العربي الذي وقف مع كلينتون معتقدا وصولها، عليه أن ينسى ذلك ويبدأ البحث عن مداخل لشخصية ترامب يستطيع من خلالها الولوج إلى فكره أو عقله، أولها رغبته في العمل من أجل أميركا بعيدا عن الآخرين، أي نوع من الانغلاق الجغرافي السياسي سيعمل عليه، وهذا يمكن أن يكون في صالح الوضع العربي لو تم استغلاله، ثانيها علاقته من روسيا التي تتجه نحو الجانب الإيجابي من جهة، وعلاقته مع أوروبا التي تنحى منحا سلبيا خصوصا مع تصريحات بعض زعاماتها أثناء عملية الانتخاب، وهذا الجانب هو الآخر يمكن استغلاله للمصلحة العربية لو فهم صناع السياسة فيها كيف يعملون، والعنصر الثالث تدني المعرفة لدى الرئيس الجديد خصوصا في السياسة الخارجية التي يريد الدخول فيها ومعها الوضوح الذي يمكن أن يصل إلى الصراحة الكاملة التي عليها الرئيس الجديد، وهي الصراحة المنافية لنمط السياسة الأميركية التي اعتدنا عليها، كل ذلك يمكن أن يخدم العلاقة العربية الأميركية لو فهمها الجانب العربي وفهم كيف يتعامل معها وكيف يضع المصلحة فوق كل شيء... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية