العدد 2953
الإثنين 14 نوفمبر 2016
banner
إخوان مصر لن يهدأوا حتى...
الإثنين 14 نوفمبر 2016

كثر الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي - في مصر بالخصوص - عن 11/11 وكأنه يوم الحساب أو يوم الثورة الجديدة، ومع ذلك مر هذا اليوم كغيره من الأيام دون أن نسمع عن تلك الثورة إلا في إحدى القنوات التي خصصت برنامجا لذلك اليوم واستضافت من خلاله بعض عناصر أو مناصري الجماعة، لعل وعسى أن تفعل شيئا، وهو موقف غريب من القناة التي ربما نحن بحاجة للبحث في السبب الذي يدفعها لذلك وعلاقة القناة بالإخوان المسلمين، فهي منحازة لهم بصورة غريبة تناقض مواقفها في أمور وأحداث أخرى كثيرة.

مر يوم 11/11 دون أي حدث تقريبا إلا ما قام به بعض عناصر الجماعة في الأماكن الخلفية والقرى، ولكن هذا يوحي أن هذه الجماعة لن تهدأ يوما وستستمر في هدم ما يتم بناؤه والتنغيص على المواطنين بعد أن خسرت كل شيء تقريبا، ولم يبق ما تخسره من جديد كما يقول المثل.

طوال ثلاثة أعوام لم تنفك أبواق الدعاية التابعة لها أو المناصرة لها عن الحديث عن مصر و(الدمار) الذي أصابها والبحث في كل مكان عن مكامن الضعف لدى نظامها الجديد، حيث حولت الأمر إلى شخصنة العلاقة عن طريق الاستهزاء ببعض مواقف الرئيس في وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك لم تفلح في تحريك الشعب المصري الذي لفظها في 2013 وطالبها بالابتعاد عن سدة القرار، بل ان ذلك دفع بعض الناشطين للبحث في جذور الجماعة الحقيقية ومرشدها الأول، ونشر كل ذلك علنا في نوع من الحرب بين الجانبين.

بعد الضربة التي تلقتها الجماعة منذ ثلاث سنوات، لم تعد لها قائمة تقوم عليها أو قوة تستند إليها، بعد أن تكشفت الأمور، ومع ذلك مازال عناصرها يكابرون وتأخذهم العزة بالإثم، ولا يريدون الإقرار بخطأ المنهج الذي سارت عليه القيادة أو المؤسسون، وأن الجماعة يجب أن تقر بذلك وتبدأ في التغيير من الداخل إن أرادت أن يكون لها موقع في المجتمع العربي بصورة عامة وليس المصري فقط، وعلى قادتها أن يقروا بأنهم جزء طبيعي من المجتمع وليسوا أوصياء عليه، وأن يقروا بأن القرار بيد الشعب وليس بيد المرشد أو قيادة الجماعة في كل موقع، وعليهم أن يراجعوا الكثير من الأفكار والمبادئ التي قامت عليها الجماعة وظنت عناصرها أن ذلك من الإسلام وليس من وضع قادتها المؤسسين.

ولكن على الجانب الآخر يجب على النظام الحالي في مصر العروبة منع الجماعة من الإمساك ببعض نقاط الضعف عند المواطن وذلك بتنفيذ المشاريع المتجهة للطبقات الدنيا بالتزامن مع المشاريع الأخرى الجارية حاليا، ويجب العمل على رفع هذه الطبقة ومنع الطبقات العليا من التحكم فيها، وبذلك وقف الشعور بالغيظ عند الطبقة المعدومة تجاه الطبقة الجديدة من أصحاب المال والسلطة بالتقريب بينهما... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .