العدد 2958
السبت 19 نوفمبر 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
عودة ملتهبة!!
السبت 19 نوفمبر 2016

بعد توقف دام أسبوعين؛ بسبب المهمات الدولية للمنتخبات من مختلف اقطار العالم، ستعود يوم السبت القادم عجلة الدوريات الأوروبية الكبيرة، والتي تحظى بمتابعة وشغف كبير للدوران مجدداً وسط ترقب ولهفة من عشاق المستديرة والذين يجدون المتعة والإثارة في نطاق منافسات الدوريات الأوروبية أكثر من المنافسات المحصورة بتصفيات المنتخبات الدولية التي تشهد فترات إقامتها حالة من الركود والشغف الجماهيري بشكل ملموس.

ولعل عودة الدوريات الأوروبية الكبيرة للانطلاق مجدداً هذه المرة ستكون مختلفة عن العودة بعد التوقفات السابقة، إذ ستجلب الكثير من الحماسة والندية أكثر مما هو معتاد؛ وذلك لأنها ستشهد العديد من المباريات القوية والمرتقبة، والتي يترقبها العشاق والمحبين من مختلف الدوريات الكبيرة، وهذا ما سيزيد الحماسة وسيضفي المزيد من الإثارة على مرحلة الاستئناف الجديدة.

ففي الدوري الاسباني، سيكون عشاق الليغا على موعد مهم جداً للغاية مع مباراة قطبيّ مدينة مدريد، الريال والأتليتكو، والتي دائماً ما تعتبر المواجهة بينهما هي الأقوى في الدوري من بعد مواجهة كلاسيكو الأرض بين الريال وبرشلونة بغض النظر عن وضعية الفريقين في سلم الترتيب العام للدوري، فلقاء قطبيّ مدريد دائماً ما تكون فيه الندية حاضرة وبقوة وتطغى عليها الحماسة الكبير بين الفريقين؛ نظراً للطبيعة الأزلية وحساسية اللقاء الذي يصنف على أنه واحد من أقوى “الدربيات” المعروفة  في العالم في السنوات الأخيرة.

وما سيزيد متعة هذا اللقاء الذي سيقام في معقل الفيسنتي كالديرون الصعب جداً، أن كتيبة المدرب سيميوني ستدخل هذا اللقاء بشعار الفوز ولا لسواه إذا ما أرادت البقاء في سباق المنافسة على اللقب وعدم الابتعاد عن ركب الصدارة، فالاتلتي يحتل المركز الرابع ويتخلف بفارق ست نقاط عن الريال المتصدر، وإذا ما أخفق الفريق في الفوز ربما سيجد نفسه بعيداً عن فرق الصدارة، وهذا ما قد يضعف حظوظه في الفوز بلقب الليغا.

أما في الدوري الإنجليزي، فسيشهد جدول مباريات الجولة الثانية عشرة واحدة من القمم الكلاسيكية المعروفة في الدوري الإنجليزي، حيث سيصطدم مانشستر يونايتد بالأرسنال على ملعب الاولد ترافورد في لقاء لن يخلو من الإثارة والندية رغم تفاوت وضعية الفريقين في الدوري هذا الموسم لحد الآن، فمانشستر يونايتد عانى كثيراً في الجولات السابقة، وفقد العديد من النقاط التي كانت من المفترض أن تكون في متناوله بسبب تخبطات وسوء إدارة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي يبدو أنه عاجز حتى الآن من قيادة المانيو للنجاح، في الوقت الذي يشهد انطلاقة قوية للأرسنال وتحقيقه للعديد من النتائج الإيجابية وضعته على بعد نقطتين فقط من ليفربول المتصدر.

مما لاشك فيه أن مثل هذه اللقاءات الكلاسيكية لا تعترف بوضعية الفريقين قبل انطلاق اللقاء ولا تحدد مجرياته، فعلى الورق تبدو كفة الأرسنال هي الأرجح للفوز باللقاء او على الأقل عدم تلقي الخسارة فيه؛ وذلك لأن المانيو لا يمر بأفضل حالاته وتطغى عليه حالة من عدم التوازن في الأداء وفي النتائج، بيد أن مواجهة أرسنال قد تكون فرصة حقيقية لمورينيو لتصحيح مسار الفريق، وقد تكون كالانطلاقة الفعلية لنجاح مسيرة الفريق فيما تبقى من عمر الدوري.

في حين سيكون عشاق الدوري الإيطالي مع واحدة من أكثر المباريات جماهيريةً ليست في القطر الإيطالي فحسب إنما على مستوى كل الأقطار في العالم، حيث سيشهد الكالتشيو مواجهة ساخنة بين الغريمين التقليدين ميلان والإنتر في لقاء دربي خالص كان هو الأقوى في العالم عبر التاريخ، وليس في الوقت الحاضر وذلك لتراجع مستوى الفريقين كثيراً ولعدم توافر النجوم التي دائماً ما كانت تثري لقاءات الديربي سابقاً.

وضعية الفريقين في الدوري متباينة كثيراً ولا تدخل حتى في مقارنات، فالميلان يمر بمرحلة ممتازة تحت قيادة المدرب الجديد مونتيلا الذي بدأت بصماته على الفريق تتضح أكثر، ولحد الآن تعتبر مهمته ناجحة في قيادة الروسينيري وفقاً للأدوات المتاحة له، والتي لا تلبي طموحات أي مدرب في العالم يسعى لصنع المجد، بينما الإنتر مر بمرحلة سيئة للغاية في الجولات الماضية عرضت الفريق للكثير من الهزائم وسوء النتائج مما أجبر ادارة النادي على الاستغناء عن خدمات المدرب السابق الهولندي دي بوير والاستعانة بالمدرب الإيطالي بولي، وسيكون لقاء الدربي هو الأول له تحت قيادته.

وفي أغلب الحالات دائماً ما يحقق المدرب الجديد لأي فريق في وسط الموسم النتائج الإيجابية منذ المباريات الأولى بقيادته، لذلك يمني عشاق الإنتر أن يكون بولي فأل خير عليها، وأن يتمكن من إنقاذ ما يمكن انقاذه، بينما مونتيلا سيدخل هذا اللقاء متسلحاً بجماهيره التي سيكون لها الحضور الأكبر في اللقاء الذي سيقام في السان سيرو آملاً ألا تكون بداية بولي الموفقة أمام فريقه، وأن تتأجل لجولات أخرى.

وآخر القمم المرتقبة ستكون تلك التي ستجمع بين بايرن ميونيخ أمام بورسيا دورتموند في قمة مباريات الدوري الألماني، والتي غالباً ما تكون مواجهتهما ممتعة وتشهد الأهداف الكثيرة.

دورتموند ورغم تعاقده مع العديد من اللاعبين المهمين والمؤثرين إلا أن وضعيته هذا الموسم تبدو أقل عما كانت عليه الموسم الماضي في هذا التوقيت نفسه “البي في بي” أضاع العديد من النقاط السهلة ووسع الفارق بينه وبين المتصدر البايرن لست نقاط كاملة، ولن يجد دورتموند أفضل من هذه الفرصة لإيقاف العملاق البافاري وتقليص فارق النقاط خصوصاً، وأن معقل سيغنال ايدونا بارك سيحتضن هذا اللقاء.

إذن من الواضح أن هذه العودة لن تكون عادية كما جرى عليه الحال، فهناك سلسلة من المباريات المترقبة التي تنتظرها الجماهير المتابعة، ولن تجد افضل منها لتستمتع أكثر وأكثر بعد حرمان دام لأسبوعين عصيبين جداً!!.. مشاهدة ممتعة للجميع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية