العدد 2959
الأحد 20 نوفمبر 2016
banner
انتبهوا لعودة الأشرار من الخلف!
الأحد 20 نوفمبر 2016

يقول برتراند راسل: “هناك حقيقة يجب أن نعترف بها، وهي أن الأشرار دائماً يتحدون ويقفون صفاً واحداً رغم ما في نفوسهم من كراهية لبعضهم، أما دعاة الخير فهم متفرقون، و هذا سر ضعفهم”. هذه مشكلة الصف الوطني في البحرين منذ الأزل، الأخيار متفرقون والأشرار متحدون، إلى متى سنظل على هذا المنوال؟ حتى نغرق مرة أخرى؟ اليوم يتوحد الأشرار ويتفرق الأخيار، واللعبة مستمرة، لعبة إعادة الوفاق من الباب السري يجب أن تنتبه لها الدولة والمسؤولون حتى لا نفاجأ بعد أربع سنوات بمظاهرات واعتصامات وقلاقل تمهيدية لـ “ثوارة” جديدة على غرار “ثوارة” الدوار، أقول هذا الكلام ومعي دلائل على تحركات مزروعة وبعضها وراء الستار، تحاول تلميع جمعيات مؤزمة كجمعية وعد، والزج بها في الانتخابات القادمة في دوائر القرى التي كانت مسيطرة عليها الوفاق ومدعومة من المرجعيات لتفرض على المواطنين التصويب بالإجبار لمرشحي الوفاق، وستؤول هذه الدوائر في الانتخابات القادمة من خلال لعبة إحلال الوفاق لمرشحين من وعد وربما التجمع القومي أو التقدمي، ومن خلال وجوه وفاقية ولكن وراء قناع هذه الجمعيات، وهكذا تعود الوفاق حتى وهي منحلة لمجلس النواب وتبدأ من هناك لعبة التأزيم والاحتقان والتشويش التي تسبق التحريض على الاحتجاجات ثم المظاهرات ثم الاعتصامات ويكتمل السيناريو بإحداث مواجهات مع قوى الأمن ثم الادعاء بسقوط قتلى وجرحى نتيجة الاستخدام المفرط للقوة، لتنطلق الأبواق العميلة بالمطالبة بالتدخل الخارجي وتتحرك الخارجية الأميركية التي تنتظر تلك الأحداث وهكذا نشهد أزمة أخرى كنا في غنى عنها لو انتبهنا لها منذ البداية.

هكذا تتشكل المؤامرات ببساطة وغباء، ولكن بسرية، وهذا ما يجري الآن من تكريم لبعض الوجوه الإعلامية في المحافل الإعلامية والملتقيات من خلال فعاليات رسمية يحضرها مسؤولون في الدولة دون إدراك بأن هذه الشخصيات كانت قبل وقت قصير في الدوار، وأصبحت اليوم شخصيات وطنية تجلس في المقاعد الأولى لفعاليات جمعية وعد وتلمع هذه الجمعية لتزكيتها في الانتخابات القادمة في الدوائر الوفاقية. أُقدم لكم الصورة واضحة وضوح شمس يوليو وما عليكم إلا الحيطة والقرار، وهل أنتم مستعدون لتحمل عبء سيناريو يعيد تشكيل المؤامرات؟ وهل تحتمل البحرين مرة أخرى مغامرة دنيئة تنسج خيوطها من الآن من خلال البرلمان القادم؟

إن الدعوة التي وجهها وزير الخارجية الأميركي الدمر كيري لما يسمى بالمعارضة للمشاركة في الانتخابات القادمة ستكون الحجة هذه المرة لعودة الوجوه المؤزمة لمجلس النواب وهذه الدعوة التي تتذكرونها ستكون مدخلاً لهؤلاء لكي يتجمعوا ويعيدوا إحياء الوفاق في صورة مختلفة، هذا ما يجري الآن وراء الستار بتدبير من وجوه محسوبة على الاعتدال والوسط وتنسج علاقات هنا وهناك وفعاليات هنا وهناك، وتعمل على التلميع الإعلامي في الصحف لجمعيات الخيانة وكل ذلك والجميع في سبات حتى وصل الأمر لاختراق مؤسسات الدولة عبر تكريم وتلميع الوجوه الوعدية الوفاقية.

لا نخشى الذين يعملون في العلن، وهذا واضح الآن من خلال مؤتمرات وعد والحديث عن الانتخابات القادمة، ولكن ما يجب الاحتراس منه استغلال القرى في الانتخابات وزج الوفاقيين فيها تحت غطاء الجمعيات السياسية الحليفة، وهذا متوفر الآن في دهاليز التحركات فهل أنتم على علم، أم من أتباع الله أعلم.

 

تنويرة: 

 

الأشجار الباسقة تتحرك للرياح، أما الأشجار الضئيلة فهي جامدة مكانها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية