العدد 2960
الإثنين 21 نوفمبر 2016
banner
“ليس رئيسي”
الإثنين 21 نوفمبر 2016

ربما يحمل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب نفسه جزءا كبيرا من مسؤولية التظاهرات الشعبية الحاشدة الرافضة لرئاسته والتي ترفع لافتة “ليس رئيسي”، وذلك بسبب موقفه الشخصي من نتائج الانتخابات الرئاسية عندما أعلن عدم ثقته في النظام الانتخابي، ورفض التعهد بقبول نتائج الانتخابات لأنه يمكن التلاعب بها.

هنا، أعطى ترامب مسوغًا لخروج هذه الاحتجاجات الشعبية بعد أن أوحى إليهم فكرة عدم عدالة النظام الانتخابي الأميركي، وهو ربما ما تأكد لآخرين بعدما فاز ترامب برئاسة البيت الأبيض وهزم منافسته الديمقراطية هيلاري كلنتون.

وفي تفسير لطبيعة هذه الاحتجاجات وأسبابها، فإن هناك من يقول إنها عفوية، خصوصا أن كلينتون أقرت بهزيمتها، كما أن استطلاعا أجرته مؤسسة Gallup كشف أن أكثر من 70 ٪ من مؤيدي الحزب الديمقراطي تقبلوا نتائج الانتخابات الرئاسية لأن ترامب فاز في منافسة نزيهة. هناك أسباب أخرى كثيرة لهذا التدفق الشعبي الرافض لترامب، أهمها “سيطرة الخوف” على قطاعات كثيرة في ظل اللغة المتطرفة التي اعتمدها ترامب في حملته الانتخابية وحديثه عن التخلص من بعض الفئات ومن بينها تعهده بعد فوزه مباشرة بترحيل نحو ثلاثة ملايين مهاجر غير نظامي، وقبل ذلك تعهدات بإغلاق المساجد، وتوفير الحماية للمثليين، واقتصار ترشيحات المحكمة العليا على من “يؤيدون الحياة” - أي من يعارضون الإجهاض، ويدافعون عن الحق الدستوري لحيازة السلاح، فتسببت كل هذه التصريحات والتعهدات بحشد قطاعات وفئات كثيرة ومتنوعة ضده لا يجمعها سوى “الخوف” مما ستؤول إليه الأمور بعد وصول ترامب للرئاسة، ولذلك يقول الكثير من المتابعين إن ترامب وحّد الأقليات في الولايات المتحدة وجمعها في “الخوف ممن يحمل الكثير من العنصرية”. إلا أن هناك رأيا يقول إن هذه الاحتجاجات ليست عفوية وإنما هي مدفوعة من جهات أخرى تمثل خليطا من اتجاهات مختلفة لمجموعات وحركات تنشط في قضايا متنوعة كقضايا التمييز العنصري والعدالة الاجتماعية وحقوق المهاجرين وقضايا المرأة والبيئة.

وفي كل الأحوال، يحسب لترامب حرصه على تهدئة الشارع الأميركي واستجابته الهادئة لهذه الاحتجاجات، بل إنه حاول معالجة تأثير بعض القرارات التي اتخذها ومن بينها تعيين ستيف بانون مستشارًا له وهو المعروف بعنصريته وإيمانه بعقيدة تفوق ذوي البشرة البيضاء، فقام ترامب بتعيين بريبوس - الرئيس الحالي للجنة الوطنية للحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب - كبير موظفي البيت الأبيض ليكون حلقة وصل بينه وبين الحزب الجمهوري في خطوة يسعى من خلالها ترامب إلى تحسين العلاقات مع مؤسسة الحزب، وهو ما لقي استحسانًا أميركيًا عامًا، كون بريبوس شخصية مقبولة ومعروفة ومقربة من رئيس مجلس النواب بول راين. إضافة إلى ذلك، أكد ترامب أنه سيكون رئيسًا لكل الأميركيين وأنه سيبدأ إجراءات تتعلق بالإصلاح الضريبي والتخطيط لعمل تغييرات في قانون الرعاية الصحية، وأنه سيتنازل عن راتب الرئيس الذي يبلغ 400,000 دولار سنويا، ليتقاضى بدلا من ذلك دولارا واحدا في العام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .