الأخ النائب أحمد قراطة، واجب علي القول إنك لست وحدك وإن الغالبية العظمى تقف معك عندما تتبنى ما يريده المواطن وتطالب بما تطالب به الجماهير، لست وحدك عندما تدافع عن البشر المطحونين في كل وقت وكل مكان أمام طوفان الغلاء، لست وحدك عندما تتحدث أمام أعضاء نائمين لا يملكون غير الهروب من المواجهة والتطبيل لكل ما يفعله أعضاء السلطة التنفيذية، لست وحدك ونحن معك في كل ما تفعل تحت القبة التي حولها  البعض إلى مكان للأكل والتلاقي الاجتماعي وتحقيق المنافع الخاصة.

لقد صدقت عندما قلت إن المواطن أصبح كخطوط المشاة، يعبر عليها من يريد الارتقاء، مع أن المواطن أكرم وأكبر من ذلك بكثير، ولكن هذا هو الواقع المر الذي يعيشه.

لست وحدك عندما تتعرض للضغط أو المضايقة أو حتى التهكم من البعض بسبب الموقف الجاد في صف المواطن الذي لا يجد من يقف معه ويدافع عنه ويتبنى مطالبه من المتربعين على الكراسي من حولك الذين يبحثون عن منفعتهم وينسون منفعة المواطن الذي وصلوا من خلاله، فنحن معك وسنظل معك ومع جميع من يكون مع هذا الشعب دون تمييز أو محاباة.

نحن معك ومع أمثالك عندما تعرقون وتتعبون وأنتم في صف الشعب وفي سبيل رفعه من المستوى الذي أوصلوه إليه بتجاهلهم له وواقعه وقدراته، بل سندعم موقفكم ونساندكم وندافع عنكم كما تدافعون عنا، فنحن نعي ونفهم ونرى من حولنا ما الذي يجري ونستطيع التمييز بين الغث والسمين.

لست وحدك عندما تدخل في صراع مع الذين لا يستيقظون إلا عندما تمس مصالحهم أو يشعرون بأنها ستمس، عندها يطردون النوم ويبدأ لسانهم في الحديث وليته من أجل الشعب، ولكنه حديث من أجل الذات لا أكثر.

نحن معك لأننا جزء من شعب لا يمكن أن ينسى كما يظنون، بل نسجل باستمرار وندون ما يفعله من يفترض أن يكونوا نوابا للشعب تحت القبة، فاستمر ولا تأبه لتهكم من ابتعدوا عن الشعب وتحولوا إلى فئة أخرى مناهضة له ولمطالبه.

لن تكون وحدك لأنك تشعر بمعاناة مواطنيك ومن انتخبك، لذلك لابد أن يكونوا معك وخلف مواقفك، ليدافعوا عنك كما تدافع عنهم، أما أولئك النيام فالتاريخ لهم بالمرصاد يدون مواقفهم وأعمالهم وسيسردها لمن سيأتي من بعد... والله أعلم.