العدد 2962
الأربعاء 23 نوفمبر 2016
banner
وضع العقل المناسب في المجال المناسب
الأربعاء 23 نوفمبر 2016

كيف تصنع المعجزة الاقتصادية وتحقق السعادة لشعبك وتبعد شبح الفوضى والثورات المدمرة؟ كيف تكون في المقدمة وتصنع الرخاء لشعبك وتفخر بين الأمم بأنك بنيت مجتمعاً سعيدا وينظر لك العالم بإعجاب لأنك جئت بالمعجزة من قلب الأزمة وفي خضم التحديات؟ فالدول التي صنعت الرخاء كانت خارجة للتو من حروب وهزائم مدمرة وهي اليوم تتربع على هرم الرخاء رغم الوضع الدولي المتأزم، إذا لا توجد مستحيلات لدى الدول التي تتطلع للمستقبل وتحقق السعادة والرفاهية لشعوبها بدلاً من الصراعات والثورات المدمرة والفوضى والاضطرابات التي تسود عالم اليوم وتعرض بقاء الأمم للمصير المجهول.

البحرين بفضل الجميع استطاعت أمنياً الخروج من نفق الإرهاب والحرق والترويع، وكان لسياسة حكومة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه الحازمة فضل الاستقرار الذي تحقق بعد سنوات من الانفلات والفوضى، والآن حان الوقت لاستغلال هذا الاستقرار وسيادة الأمن واندحار الإرهاب والعنف والترويع، لنبدأ المرحلة الأصعب وهي بناء وتنمية البحرين تحت شعار العودة للعصر الذهبي الذي كنا عليه في البداية، ومن شأن ذلك أن يتحقق، وليس مستحيلا لو تعاون الجميع ووضعوا هذه الاستراتيجية الصعبة في الاعتبار، قد يعتقد البعض أن الأمر مستحيل بوجود التفوق في دول المنطقة والإمكانيات الهائلة التي تفوقنا، ولكن العقول هي التي تصنع التفوق وليس المال فقط والعقول هي التي تصنع المال وهي التي تبني الأمم، فدبي لم تكن غنية وسنغافورة لم تكن غنية وكوريا الجنوبية التي مزقتها حرب طاحنة لم تكن غنية، كل هذه الدول وغيرها لم تكن أغنى من البحرين في وقت ما، ولكن العقول هي التي جذبت الرخاء، والإرادات القيادية والشعبية مجتمعةً هي من صنعت الرخاء. ربما يفكر البعض اليوم بالتحديات والصعوبات المالية، وربما يتوقف البعض أمام الأزمات والاختناقات المالية، لكن لو تأملنا حال الدول الحية التي تقدمت - ونحن من ضمنها ذات يوم قبل أن تُقحم السياسة الدمرة - وبدأت وقت الأزمات، فالأزمة هي التي تدفعك للتحدي، والأزمة هي التي تجعلك تبحث عن البدائل وتفتح لك الأفق لمخارج تؤسس لك قواعد تنطلق منها لتحقيق الرخاء، فمن رحم الحروب والهزائم المدمرة التي تعرضت لها اليابان وألمانيا وإيطاليا نهضت مجتمعات يعمها الرخاء فأصبحت ألمانيا المهزومة المدمرة أقوى اقتصاديا من المنتصر ذاته وذلك بفضل العقول والإرادات، وليس فقط بفضل النفط. كل هذا الطموح الذي تحدثت عنه ليس من وحي الخيال وليس من باب التمني، بل هو تحدٍ لو قبلت به البحرين والتف الجميع في ورشة عمل وطنية حقيقية لأنجزت المعجزة التي تحققت من قبل في دول أخرى، إذا العقول تصنع المعجزات ولدينا في البحرين عقول قيادية يتقدمها سمو رئيس الوزراء حفظه الله الذي ترك بصماته على كل المكاسب والمنجزات التي تحققت، ولدينا بجانب آخر كفاءات بحرينية أثبتت ولاءها وقدرتها على تحقيق معجزة الرخاء، ماذا ينقص سوى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب؟

تنويرة 

كثيراً تكون أذكى من رؤسائك ولكنك لا تصدق نفسك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .