العدد 2964
الجمعة 25 نوفمبر 2016
banner
ترامب وملالي إيران (2)
الجمعة 25 نوفمبر 2016

المؤكد أن عدم إعلان نوايا ترامب بشأن الاتفاق النووي لا يعني بالضرورة أن الإدارة الجديدة تنوي المضي فيه، والأرجح أن هناك حاجة إلى بعض الوقت لدراسة الموقف استراتيجياً في ما يخص هذا الاتفاق والبدائل المطروحة للتعاطي معه من جانب إدارة ترامب، وهذا قد لا يتاح للرئيس الجديد سوى بعد استلام مهامه رسمياً.

بعض المراقبين يرجحون أن يقرر الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران، لاسيما أن الجمهوريين الرافضين للاتفاق يسيطرون على الكونجرس بمجلسيه، الشيوخ والنواب، وبالتالي فالأغلبية الداعمة لقرار ترامب المحتمل في هذا الشأن متوافرة وداعمة له بقوة.

خيار الانسحاب أميركياً من الاتفاق النووي مع إيران ليس مستبعداً، حتى من جانب طهران ذاتها، رغم تصريحات القادة الإيرانيين، الذين يحاولون التظاهر بالاطمئنان حيال مصير هذا الاتفاق، ولكنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن خيار الانسحاب الأميركي وارد بقوة، كما أن تبعات هذا الخيار تدرس بالتأكيد في العواصم الأخرى الموقعة على هذا الاتفاق.

وقناعتي الذاتية أن إدارة ترامب لن تمضي في جميع الأحوال على درب الرئيس أوباما في التعاطي مع إيران، فترامب ليس من أنصار نظرية الاحتواء الجديدة التي حاول أوباما تطبيقها مع إيران، ولكن هذا التغيير في الاستراتيجية لا يعني حتماً الصدام بين واشنطن وطهران، بل الأقرب للتصور هو العودة إلى التشدد من جانب الولايات المتحدة في حين ستحاول إيران التهدئة وامتصاص حماس الإدارة الجديدة، لاسيما إذا حدث توافق بين الرئيس الأميركي الجديد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتم التوافق على إبقاء الرئيس الأسد بما يرضي إيران ويحقق أحد أهدافها في الصراع السوري.

هي جولة جديدة في السجال الأميركي ـ الإيراني، ولكن المؤكد أن ترامب لن يخوض صراعاً عسكرياً مفتوحاً مع إيران، بل سيعمد على الأرجح إلى “تدجينها” وفق آليات مغايرة لمصلحة إسرائيل وتهدئة مخاوفها وهواجسها.

“إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .