العدد 2966
الأحد 27 نوفمبر 2016
banner
حتى يستمر الحلم الذهبي الخليجي
الأحد 27 نوفمبر 2016

عشية قمة مجلس التعاون هذه المرة يكون الأمر مختلفا عن كل القمم التي عقدت منذ تأسيسه في 25 مايو 1981، حيث التحدي الدولي بلغ ذروته والتحدي الإقليمي متمثلاً في إيران بلغ قمته ثم التحدي المالي والاقتصادي أصبح حقيقة قائمة وجب التصدي لها بإجراءات تمنع انهيار المنظومة الخليجية لو تفرقت لا قدر الله، من هنا وجب وضع قادة دول مجلس التعاون ومعهم شعوبهم كذلك في قلب الحقيقة القائلة إن الوضع تغير ولم يعد كما كان عشية تأسيس المجلس حيث الطفرة والوفرة والاستقرار والحلم الذهبي الخليجي المهدد اليوم أكثر من أي وقت مضى، من هنا وجب على القادة والشعوب معاً مواجهة الواقع والمرحلة والحقيقة بجدية تامة وعدم التفريط في الحلم الخليجي.

من الآن وحتى العام 2020 سوف نشهد في المنطقة نقلة نوعية على الصعيدين الاقتصادي والمالي نتيجة الأزمة النفطية التي انعكست على الحياة الاقتصادية لدول المنطقة، وعلى الصعيد الأمني المتعلق بالاستقرار في ضوء ما يلوح في الأفق من سياسة أميركية مهما كانت سلبية أو سيئة فإنها لن تكون أسوأ من سياسة الدمر أوباما الذي ترك كل هذه الفوضى وهو يوشك على الرحيل، المرحلة القادمة تتطلب من شعوب وقادة دول مجلس التعاون اتخاذ خطوات جريئة وحتمية من أجل تعزيز وضع الدول ذاتها ومن ثم تحقيق الرخاء لشعوب هذه الدول حتى يتحقق الاستقرار المطلوب، فأخطر ما يتهدد الاستقرار في أية منطقة من العالم هو تفشي الفقر، وفي ضوء تراجع الاعتماد على النفط لابد لقادة دول المجلس أن يعالجوا هذا الشبح بشكل جماعي بعيداً عن السياسات المتفرقة، فالوحدة هي التي تحقق التماسك والتكامل بينها.

لن أتحدث هنا عن عشر سنوات أو عشرين سنة قادمة كما يفعل البعض فالصورة ضبابية فيما يتعلق بالتغييرات السريعة التي يشهدها العالم، وإذا كنا سنخطط اقتصادياً لعشر سنوات، فسياسياً لابد من خطوات سريعة يتخذها قادة دول المجلس كالاتحاد والعلاقات مع أميركا والتحدي الإيراني المتراكم والمخاطر القادمة من وراء البحار، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لابد من تنبيه وتوعية الشعوب اللاهية فيما يتعلق بمصيرها للتحرك والتفاعل مع الدولة والعمل المتفاني لتعزيز الإنتاجية ورفع سقف دخل الدولة لتحقيق الرخاء لهذه الشعوب التي تواجه اليوم تحديات واضحة فيما الدولة تهدد بتطبيق الضرائب وهو أمر بدأ التخطيط له والتلويح به وكما يبدو سيتحقق قريبا، من هذا المنطلق على الشعوب الخليجية التحرر من وهم الوفرة والطفرة والعمل على تحقيق المعجزات الاقتصادية أسوة بدول مثل سنغافورة وكوريا. 

إن ما ينتظر قادة مجلس التعاون خلال لقائهم هذه السنة بالذات هو الوقوف جَدِياً أمام التحديات التي لم يسبق أن مرت بالعالم والمنطقة وهذه المرة على القادة التحرر من كل القيود واتخاذ القرارات الحاسمة وأولها تقوية وحدة المجلس ونبذ السياسات المتعددة والمزاجية لدى بعض الدول التي تغرد خارج السرب، بل والتي للأسف نراها بسياساتها تضرب مصلحة أشقائها، هذا أهم ما يجب أن يتخذه المجلس في هذا الشأن لأن تمزيق الوحدة وتعميم الفرقة يصب في تقوية أعداء المجلس برمته.

 

تنويرة: 

الغيوم تبهج من الأسفل وأنت تحتها وتفزع وأنت فوقها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية