العدد 2967
الإثنين 28 نوفمبر 2016
banner
لماذا الهدر في الأموال؟
الإثنين 28 نوفمبر 2016

يمكن قبول الهدر في الأموال العامة على مضض عندما تكون هناك وفرة مالية لدى الدولة وعندما يكون المواطن في نوع من البحبوحة التي تعيق رفضه بعض الإجراءات غير الصحيحة، أما أن نعيش حالة من التقشف والتقتير بحق المواطن، وتكون الموارد أقل من المطلوب، ففي هذه الحالة يكون الهدر أشد من الإسراف ونوعا من الجريمة في حق المجتمع.

في بداية هذا العام قامت وزارة الأشغال برصف أحد الشوارع في منطقتنا “عراد” - وهذا مثال فقط - واستغرق التجديد أسابيع، عاش فيها القاطن في المنطقة نوعا من الإعاقة المرورية اليومية، ومع ذلك لم يتحدث أحد كون تلك العملية ضرورية ومطلوبة ويقدر المواطن نتائجها الوقتية أو العرضية،  ولكن أن تبدأ إحدى الجهات الحكومية حفر الشارع مرة أخرى بعد أن تم رصفه بأسابيع للقيام بأعمال صيانة أو تجديد لبعض مرافقها فإن ذلك يكون هدرا وإسرافا لا مبرر له على الإطلاق.

شخصيا لا أعرف الجهة الحكومية الجديدة ولم أكلف نفسي مشقة البحث عن هويتها، وما أعرفه فقط أنها جهة رسمية تقوم بتلك الأعمال، مع أنه كان يمكن أن تقوم بالأمر أثناء تجديد رصف الشارع، ولكن أن تنتظر حتى يكتمل الرصف ثم تمارس الهواية التي اعتدنا عليها في بلدنا بحفره مرة أخرى وتشويهه، كون إعادة الرصف لن تكون كما هي الأولى، فإن ذلك شيء غير مبرر وغير صحيح البتة، فما نعرفه أن هناك جهة مشتركة للتنسيق في مثل هذه النوعية من الأعمال، إلا أنها على ما يبدو لا تقوم بما يجب عليها القيام به، أو أن الجهات المشاركة لا تلتزم بالتنسيق المشترك من خلالها وتقوم بما تريد بمعزل عنها وعن باقي الجهات، لذلك نشاهد ما يجري في الشوارع المختلفة في الدولة من أعمال غير منسقة فيها الهدر الذي نتحدث عنه في المال العام مما يعني عدم استخدام الموارد كما يجب، ولا يتم الضغط إلا على المواطن في آخر الأمر.

ما نعرفه وما يفهمه أي مواطن أن الصيانة الطبيعية تكون معروفة مسبقا متى تتم ولماذا، وهو ما يعني أنه عندما تقوم جهة كوزارة الأشغال بتجديد طريق فإن على باقي الجهات التي تعمل تحت الأرض أن تبادر بعمل ما تريد من تجديد أو صيانة، ولكن ذلك لا يحدث عندنا، بل حتى بعد إعادة الرصف إثر أعمال الصيانة، فإن هذا الرصف يكون بعيدا جدا عن الصورة التي كان عليها الشارع مما يشوه العمل الأساسي ويعني في نفس الوقت أن المواصفات الموضوعة لا تهتم بذلك... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .