العدد 2968
الثلاثاء 29 نوفمبر 2016
banner
“شوارع البحرين” تحولت إلى مستودعات تجارب للمقاولين!
الثلاثاء 29 نوفمبر 2016

هذا التخبط غير العادي في العمل البلدي - وكل ما تختص به وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني - سيصل بنا في نهاية المطاف إلى حافة انهيار البنية التحتية في البلاد، طالما الشوارع تحولت إلى مستودعات تجارب للمقاولين، وفجر الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البحرين أمين الشرقاوي في افتتاح ملتقى البحرين للتطوع الإعلامي بمركز عيسى الثقافي قنبلة لم يكن لدينا أي حدس بوجودها، وأعني المسؤولين والوزراء المتخصصين، حينما ذكر أن التغير المناخي يضع البحرين في دائرة ارتفاع سطح البحر والغرق، وفي تعليق جميل للصديق الفنان خالد الرويعي يقول فيه “هل سيستطيع أن يخرج علينا الآن مسؤول ويدعي بأن الأمور تحت السيطرة؟ وهل باستطاعته أن يقول لنا إن الجزر الصناعية آمنة؟ ما الحلول والبدائل وهل هناك دراسات عملية وإجراءات تخفف حدة ما هو قادم.. أرجو أن ينبه الجميع.. فهذه ليست خزعبلات بل دراسات تشير إلى كوارث إذا لم نتحرك الآن لتفادي القليل منها”.

لا أذكر أننا في البحرين شعرنا بارتياح عن النتائج التي نسمعها من المسؤولين في البلديات وكل مسؤول أسندت إليه الحكومة ملف التخطيط والرصد البيئي، فكل جهة تعمل بصورة مستقلة بدافع دور البطولة والمشكلة أن الجميع لا يريد إعادة النظر في هذه السياسة الخاطئة والتناقض المخيف بين العمل والفعل الذي لا يمكن إنكاره. فإذا نظرنا إلى الخطط التي تظهر على الساحة فإننا نجدها تكاد تسير تحت بند أو عنوان “كل شيء تحت السيطرة”، بينما الحقيقة خلاف ذلك تماما، إذ لا توجد خطة مرسومة من الأساس بالرغم من أن البحرين بلد صغير وليس هائل المساحة وإلا ماذا كنا سنفعل؟

“بذمتكم” كم عدد الخبراء في الوزارات المعنية وما التغيرات الجذرية التي أحدثوها في السنوات الأخيرة؟ مشروعات حديثة تأثرت إلى درجة كبيرة من هطول “جم قطرة مطر” ومناطق عمرانية تشوهت وهناك الكثير من المشكلات الرئيسية المتعلقة بالبنية التحتية ولا نعرف ما يمكن أن يخبئه لنا المستقبل ونحن نسمع تحذيرات الأمم المتحدة عن ارتفاع سطح البحر والغرق، وإذا بقينا على نفس المنوال  فالخطر قادم بلا ريب وحينها ستكون المعالجة صعبة جدا ومتأخرة.

البحرين بحاجة إلى وضع خطة للمعركة ضد موسم الأمطار والظروف والأحوال المناخية، وتشغيل برنامج يحقق مستوى أعلى من العمل والتكامل قبل أن تأتي علينا الأوقات السيئة لا سمح الله، أما النخبة في المجالس البلدية فننصحهم بالتنافس على الامتيازات وزيادة الرواتب وتشكيل بعثات ووفود دائمة للمطالبة بذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .