العدد 2970
الخميس 01 ديسمبر 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الخليجيون ودرس جديد
الخميس 01 ديسمبر 2016

لابد من القول إن المواقف الكبيرة المنطلقة من الإحساس بالعروبة، التي جعلت دول الخليج  تقف وقفة رجل واحد خلف الشرعية الدستورية لتدعم الرئيس الشرعي هادي، وترفض كل ما قامت به ميليشيات وعصابات الحوثي، وتتحرك دبلوماسيا وعسكريا لمنع انزلاق اليمن في حرب أهلية يريدها الحوثي، والتفاعل الشعبي الخليجي والإعلامي مع كل مكونات وأطياف الشعب اليمني، والتي تمثلت كلها في انطلاق عاصفة الحزم، أمور شكلت في مجملها رسالة واضحة لكل القوى الدولية والإقليمية، بانطلاق وظهور قوة عربية وإسلامية إقليمية، ستغير موازين القوى والنفوذ بمنطقة الشرق الأوسط. وستعمل على مواجهة القوى والتحالفات السابقة، التي عمدت الى العبث بمقدرات الأمة العربية، وستتصدى بكل حزم للتحالف الغربي غير المباشر مع إيران التي جعلت العراق وسوريا ولبنان دولا محتلة من قبلها، وباعتراف السياسيين والعسكريين الإيرانيين أنفسهم، وبتأكيد أيضا من الإدارة الأميركية نفسها. 

كما يمكن القول إن أول هدف تحقق من هذه العاصفة، هو ظهور هذه القوة الإقليمية الخليجية الجديدة على الساحة الدولية. صحيح أنها قوة نشأت للتو لكن الخلفية الوحدوية والاقتصادية والسياسية والعسكرية لها - ونقصد مجلس التعاون الخليجي - سيجعل لها كلمة على الواقع. على الأقل سيحسب لها حساب في أية تحركات سياسية أو عسكرية جديدة، كانت في السابق تتجاهل مصالح دول الخليج.

الشيء المهم الثاني الذي تجب الإشارة له هو ازدياد غرس مفهوم الوحدة الخليجية في ضمير وقلب الإنسان الخليجي، بشكل أكثر عمقا خلال السنوات الماضية، بمعنى أن الإنسان الخليجي، وقبل ظهور عاصفة الحزم، كان وطنيا محليا بشكل يفوق وطنيته الخليجية بدرجة كبيرة جدا، فقد كان الشأن المحلي هو الطاغي على أجندته وتطلعاته وهمومه، وهو وإن كان يرى للشأن الخليجي أهمية، الا أن الأهمية القصوى كانت للشأن المحلي، حتى صغائر الأمور المحلية كانت لها أهمية لديه، أما بعد ظهور العاصفة، فإن الأمر تغير كليا، حيث ارتفعت وتيرة الاهتمام بالشأن الخليجي، وأصبح المواطن يتابع بكل شغف اخبار عاصفة الحزم في كل الوسائل الاجتماعية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .