العدد 2971
الجمعة 02 ديسمبر 2016
banner
هنيئا للشعب الكويتي
الجمعة 02 ديسمبر 2016

حري بنا أن نقدم لشعب الكويت الشقيق التهنئة على نتائج انتخاباته النيابية التي زادت في السنوات الأخيرة، نهنئه على اختياراته ونهنئه على نجاح العملية الانتخابية، ونهنئه على إصراره على السير في اختيارات يريدها بعيدا عن أية ضغوط، ومن أي نوع، يمكن أن تمارس ضد هذه الخيارات، ونهنئه على إبعاد الكثير من الوجوه النائمة التي ربما تأثرت بمجلسنا في البحرين فابتعدت عن التمثيل الحقيقي.  التجربة الكويتية تمثل الميزان الذي من خلاله تقاس الديمقراطية في الخليج العربي، ورغم المطبات والنكبات التي أصابت هذه التجربة منذ عام 1976 عندما حل المجلس للمرة الأولى إلا عانت أشكالا عدة، سواء في جانب التعاون التنفيذي معها أو أحيانا الهيمنة الحكومية على المجلس أو حل المجالس، الواحد تلو الآخر، ولكن شعب الكويت الشقيق الذي ذاق حلاوة الديمقراطية التي عاشها سنوات طويلة لم يكل أو يمل من العمل على استعادتها وترسيخها ومازال يعمل على ذلك. 

ما أفرزته الانتخابات الأخيرة يوحي بصدام سريع بين السلطتين نتمنى أن تكون له فائدة لشعب الكويت، وتقلبات سيشهدها المجلس القادم خلال عمله وربما منذ بداية عمله التشريعي والرقابي، فالمعارضة الكويتية التي قاطعت لدورتين انتخابيتين عادت بقوة هذه المرة وحصدت نصف المقاعد تقريبا، وهي في حملاتها الانتخابية قطعت وعودا للناخب لا أظن أنها قادرة على التنصل منها. هم ليسوا كالذين عندنا يعدون ويشهرون سيوفهم قبل التصويت ثم ينامون بعد ذلك ويضعون سيوفهم الخشبية كالزينة معلقة على الجدران. 

لا توجد جمعيات سياسية في الكويت كما عندنا ولكن توجد عناصر تفوق في عملها السياسي ما لدينا في مجلسنا الذي هيمنت عليه بعض الجمعيات السياسية لمدة سوداء في عمره المديد بعون الله، وأنتجت المعارضة الكويتية الكثير لشعب الكويت وطورت ديمقراطيتها وتطورت معها. إن شعب الكويت فهم معادلة الانتخابات وأعاد وجوها أريد لها أن تختفي ونتوق لرؤية نتائج هذا العرس الكويتي تحت القبة البرلمانية في الأيام القادمة.  نتمنى أن يفهم الآخرون الدرس - نعني عندنا – وأن يمارسوا الديمقراطية بصورة سليمة، ليصل من خلال صوتهم أناس مختلفون تماما عن الوجوه التي تقول ما لا تفعل وتعد بما لا تستطيع وتنتج ما لا يفيد الوطن ولا المواطن، بل نتمنى أن يعي الحاليون هذا الدرس ليفعلوا شيئا مفيدا في ما بقي لهم من عمر تشريعي، ولكن نعود ونقول “قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية