العدد 2973
الأحد 04 ديسمبر 2016
banner
أين الصحافة البريطانية من جرائم طهران؟ !
الأحد 04 ديسمبر 2016

في 5 سبتمبر الماضي أعلنت الحكومتان البريطانية والإيرانية عن تأسيس علاقة دبلوماسية كاملة لأول مرة منذ العام 2011، وبعد 24 ساعة فقط أصدرت محكمة إيرانية حكما على نازنين راتكليف، الموظفة في مؤسسة تومسون رويترز الخيرية، بالسجن 5 سنوات بتهمة “السعي لقلب النظام في طهران”.

 نازنين، التي تحمل الجنسيتين البريطانية والإيرانية، اعتادت على قضاء عطلتها مع أبويها في إيران، وفي زيارتها الأخيرة أخذت معها ابنتها غابرييلا، ولدى وصولهما مطار الخميني في مطلع أبريل الماضي، نفذت قوات النخبة التابعة للحرس الثوري الإيراني عملية أمنية نوعية، وتمكنت في “ملحمة بطولية” من اعتقال الأم! وسمحت بتسليم غابرييلا ذات الـ 22 شهرًا لجديها اللذين لا يتحدثان الإنجليزية.

 لم يفت على بواسل “النخبة” مصادرة جواز سفر غابرييلا، حتى لا تهرب الملعونة الصغيرة قبل أن يساوم ملالي إيران البريطانيين على حريتها. وفي رد فعل مدوٍ، أعربت الحكومة البريطانية عن قلقها من اعتقال نازنين، دون أن توجه انتقادات مباشرة لطهران!

الحرس الثوري دأب على اعتقال مزدوجي الجنسية واستخدامهم كرهائن في مساومات وضيعة حول تسويات سياسية ومالية مع الدول الغربية. وهكذا وبأمر من الملالي فُطمت الرضيعة، وبأمر منهم حرمت من حضن أمها وصودر جواز سفرها، ولا ينقص سوى أن يعذبوها لانتزاع اعترافات منها لو كانت تنطق.

رغم الاعتقال التعسفي والحبس الانفرادي والمحاكمة الهزلية التي تعرضت لها نازنين، ورغم ما تشكله هذه القضية من انتهاك صارخ لعدد كبير من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ورغم أن نازنين وغابرييلا مواطنتان بريطانيتان، لم يصدر عن الصحافة البريطانية سوى تقارير خجولة جدًا تتناول هذه القضية، ولم يصدر انتقاد واحد للنظام الإيراني من صحافيين بريطانيين اعتادوا على إطلاق العنان لضمائرهم المريضة وأقلامهم الرخيصة دفاعًا عن أشخاص باعوا وطنهم بثمن بخس، وبوعود لن ينالوها، وما الذي يترجونه من نظام لا يتردد في استغلال طفلة رضيعة للمساومة السياسية، وينزع من وجهها الابتسامة البريئة لتحقيق مآربه الخبيثة، ويرتكب في كل يوم أبشع الأعمال الوحشية بحق شعبه؟!

من حق المرء أن يتساءل: أين هؤلاء الكتاب الذين يشحذون أقلامهم بلا هوادة للنيل من البحرين بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان؟! أليست نازنين وغابرييلا بشرًا؟! أم إنه لا يوجد من يدفع لاستغلال قضيتهما إعلاميًا؟! فحكومة البحرين لا تمارس ألعابًا قذرة في معركتها الوطنية التي تخوضها بشرف ضد عدو لا يعرف المبادئ.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية