العدد 2979
السبت 10 ديسمبر 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
أوروبا تحت المجهر
السبت 10 ديسمبر 2016

* كلاسيكو مخيب 

معظم من تابعوا وشاهدوا قمة مباريات الجولة الماضية من الدوري الإسباني بين برشلونة وريال مدريد، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف، اتفقوا على أن لقاء الكلاسيكو الكبير جاء مخيباً للآمال من الناحية الفنية، وغابت عنه عناصر المتعة والإثارة والحماسة بين الجماهير كما هي طبيعة لقاءات الكلاسيكو، فهذا المستوى المخيب للكلاسيكو، فقد أعاد للأذهان تلك المواجهة العقيمة التي أقيمت العام 2013 عندما التقى الفريقان في نهائي كأس ملك إسبانيا، وانتهى اللقاء حينذاك بفوز ريال مدريد بهدف نظيف جاء في الوقت الإضافي للمباراة برأسية رونالدو الشهيرة.

من الممكن تقبل وتفهم المستوى الذي قدمه الريال في المباراة، فالظروف كانت عكسية على المرينغي ولم يكن بالإمكان تقديم أفضل مما كان؛ بسبب معاناة الفريق من كثرة الغيابات المؤثرة وعدم وجود البدلاء القادرين على تعويض الغائبين بالكفاءة نفسها، لذلك ما قدمه زيدان من حيث الطريقة التي خاض بها اللقاء باللعب على مبدأ التوازن والاعتماد على التنظيم الدفاعي أكثر من محاولة فتح اللعب، يحسب له ويؤكد مدى قدراته التدريبية، فوفقاً للظروف التي كانت تحاصر الفريق، كان تفكير زيدان منصباً على تفادي الخسارة والخروج بأقل الأضرار، وهذا في الأساس ما كان يجب عمله منطقياً.

التنظيم الدفاعي المتقن الذي طبقه لاعبو الريال واستمرارهم في الضغط على حامل الكرة لتقليص المساحات أمام لاعبي برشلونة، نجح في إحباط كل المحاولات الكتلونية، وجعل مدرب برشلونة لويس انريكي عاجزاً عن إيجاد الحلول الملائمة لزيادة فعالية الفريق الهجومية، فخط الوسط البرشلوني تحديداً كان ضعيفاً للغاية، ولم يستطع التحرر من الضغوطات التي فرضها عليهم لاعبو الوسط المدريدي، وما يؤكد ذلك عودة ميسي الدائمة للخلف كثيراً للخلف لاستلام الكرات؛ بسبب انعزاله وبقية المهاجمين عن لاعبي الوسط مما ساهم كثيراً في إراحة الدفاع المدريدي الذي لم يواجه الصعوبات الكثيرة في إيقاف خطورة الـ MSN.

انريكي تدارك ذلك متأخراً جداً وقام بالدفع بالعائد اينستا؛ لكي ينشط خط الوسط، ويكون حلقة الوصل بين الوسط والهجوم، والتي كانت في الأساس مفقودة قبل نزوله، بيد أن الوقت لم يكن مسعفاً لإينستا ليقدم المساعدة الكافية، وأعتقد أن لو شارك انيستا في وقت أطول لكان الشكل الهجومي لبرشلونة مختلفاً تماماً ولربما تمكن المهاجمون من تسجيل هدف آخر “يقتل” المباراة قبل إحراز الريال هدف التعادل في الدقائق الأخيرة.

وكنا قد أشرنا إلى أن برشلونة ليس قوياً كما كان بقوة الموسم الماضي، إذ أصبح الفريق يعاني في كل مباراة يخوضها تقريباً ويجد بعض الصعوبات في تحقيق الفوز، وهذا ما أكده لقاء الكلاسيكو، فقد برهن أن الفريق يمر بأزمة فنية متمثلة في ضعف إدارة انريكي الفريق.

الخلاصة أن نتيجة الكلاسيكو تعتبر إيجابية للغاية بالنسبة لريال مدريد، فتحقيق هدف التعادل في آخر الدقائق يعادل تحقيق الفوز في مباراة قوية وحاسمة مثل هذه، في الوقت الذي تعتبر النتيجة مخيبة جداً لآمال وطموحات الجماهير الكتلونية التي لم تلتمس الأعذار لفريقها.

 

* قمة البريميرليغ

استغربتُ كثيراً من كمية المديح التي تلقاها المدرب كونتي بعد فوز فريقه تشيلسي على مانشستر سيتي في قمة مباريات البريميرليغ، إذ اعتبرتُ بعض الأصوات أن كونتي تفوق فنياً وتكتيكياً على غارديولا، وكان له الكعب العالي في اللقاء، رغم أن كل الأمور كانت واضحة في المباراة، ولم تكن تحتاج لحيرة كبيرة لمعرفة أن مانشستر سيتي كان الأفضل في كل شيء إلا في النتيجة النهائية.

غارديولا خسر اللقاء ليس لأن كونتي كان متفوقاً عليه بحسب ما يعتقد البعض، بل إن غارديولا خسر المباراة بسبب رعونة مهاجمي فريقه أمام المرمى وتفننهم في إضاعة الكثير من الفرص المؤكدة، فأغويرو أضاع هدفين محققين، وتبعه دي بروين بإضاعة هدف محقق عندما سدد الكرة برعونة، وهي لم تكن تحتاج لأكثر من لمسة خفيفة، وكما هو معروف في عالم المستديرة، من يضيع الفرص الكثيرة والمحققة في الغالب يخسر المعركة.

بل سأذهب لأبعد من ذلك وأقولُ إن غارديولا كشف عورة كونتي وأظهر أن الخط الدفاعي لتشيلسي سهل الاختراق، ويمكن ضربه بسهولة، في الوقت الذي كان يعتقد الجميع وبما فيهم كاتب هذه السطور أن دفاع البلوز من حديد، ويصعب صهره، فقط ما عاب غارديولا في هذا اللقاء أنه مازال غير قادر على إيجاد التوليفة المناسبة لخط الدفاع الذي يعتبر أضعف خطوط الفريق ويعمل بشكل هش للغاية.

أرجو أن يفهم القارئ، أنني في هذا المقام لا أنتقصُ من كونتي إطلاقاً وبالعمل الكبير الذي يقوم به مع تشيلسي، ومدى نجاحه في تغيير عقلية الفريق وقيادته لاعتلاء قمة الترتيب، بيد أني أشخصُ حالة كونتي في لقاء السيتي فقط، فمن وجهة نظري المتواضعة جداً، أرى أن لاعبي السيتي هم من أهدوا الفوز لتشيلسي على طبق من ذهب، وليس لتفوق كونتي الفني على غارديولا كما يظن البعض.

 

* الكرة الذهبية

تم إعلان القائمة الثلاثية التي ستنافس على جائزة أفضل لاعب في العالم لسنة 2016، وقد انحصرت الأسماء بين النجمين رونالدو وميسي - كما جرت العادة منذ سنة 2009 - بالإضافة لنجم الاتليتكو غريزمان.

غريزمان قدم موسما استثنائيا للغاية وتوج نجاحه بحصوله على هداف اليورو الأخير، لذلك هو يستحق التواجد في القائمة الذهبية.

ميسي كذلك نجح في تقديم موسم رائع بقيادة فريقه للفوز بالدوري وقيادة الأرجنتين لنهائي الكوبا، بيد أن ما قدمه رونالدو يفوق ما قدمه ميسي وغريزمان، فالفوز بالشامبينزليغ واليورو في ظرف شهر فقط لا يسمح بالمقارنة مع انجاز ميسي وغريزمان سوياً!

لا داعي للانتظار إلى شهر يناير المقبل لمعرفة اسم الفائزة بالكرة الذهبية، فابن ماديرا سيفوز بها بكل جدارة واستحقاق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .