العدد 2984
الخميس 15 ديسمبر 2016
banner
الشراكة الخليجية البريطانية
الخميس 15 ديسمبر 2016

لا شك أن الشراكة الخليجية البريطانية التي تمخضت عنها القمة الخليجية السابعة والثلاثون في المنامة الخبر الأهم بين ما أنتجته هذه القمة التي تأتي في ظروف غاية في الحساسية، فنحن دون أدنى مبالغة نواجه أخطارا تهدد استقرار دولنا ووجودها على الأرض، وهناك الكثير من التفاعلات الدولية والإقليمية التي تدعو للقلق وتجعلنا نسعى في المقام الأول إلى الحفاظ على أمننا ثم نفكر فيما بعد ذلك. وربما كان التحالف الاستراتيجي الخليجي البريطاني الخيار المتاح والجاهز للاستخدام في الفترة الحالية. فنحن نواجه خطر الإرهاب ونواجه خطر التدخل الإيراني في شؤوننا الداخلية وقيام إيران بالسعي لتخريب كل شيء حتى موسم الحج المقدس.

قد يقول البعض إن هذه الشراكة الواسعة في الجوانب الدفاعية والاقتصادية بمثابة عودة لبريطانيا العظمى أكبر دولة استعمارية في التاريخ إلى الخليج العربي من جديد، وإن الولايات المتحدة تبدو وكأنها تلملم أوراقها من الخليج العربي، وإن اعتماد دولنا على بريطانيا هو بمثابة إصرار على اعتماد على الغير في الحفاظ على أمننا واستقرارنا، وأميركا سترحل وبريطانيا ستأتي لتملأ الفراغ، ولكن هذا كلام غير صحيح، فالعالم الذي نعيش فيه تحكمه المصالح، ورحيل أميركا أو بقاؤها ليس هو ما يقلق في المسألة، ولكن ما يقلق هو أن أميركا قادت الغرب لتوقيع اتفاق مع إيران على حساب العرب وأطلقت اليد الإيرانية تعبث بالمنطقة كيف تشاء.

ونحن في هذه اللحظة نبحث عن مصالحنا كما يفعل غيرنا،فأمريكا وقعت الاتفاق مع إيران من أجل مصلحتها،وإيران تقوم بما تقوم به في سوريا والعراق من أجل مصلحتها،ونحن أيضا لابد أن نعمل مع من يساعدنا في تحقيق مصالحنا في الوقت الراهن.

السؤال الذي يمكن أن يشغلنا في هذا المقام هو: إلى أي مدى تؤدي هذه الشراكة الخليجية البريطانية إلى تحقيق أو عدم تحقيق الحلم الخليجي الأكبر وهو بناء قوة عسكرية خليجية قادرة على ردع أي اعتداء خارجي تتعرض له دولنا وتحقيق الوحدة الخليجية الكاملة؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .