العدد 2993
السبت 24 ديسمبر 2016
banner
البحرين وتعدد الأديان
السبت 24 ديسمبر 2016

تتميز المملكة بأنها الأرض التي يحبها الجميع ويعشقها كل من وطأت أقدامه على ترابها. فالبحرين جزء من شبه الجزيرة العربية التي شهدت قبل الدين الإسلامي عددًا من العقائد، وهناك عدد من الشواهد الأثرية للمنشآت الدينية التي كانت موجودة آنذاك، ومنها ما كشفته المواقع الأثرية من أنقاض المعابد التي ارتبطت بالطقوس والشعائر الدينية التي مورست في البحرين، ومن بينها معابد في قرية “باربار” وأخرى في قرية سار.

كانت البحرين تشكل نقطة التقاء حضاري لمختلف الثقافات، حيث انعكست على حركة التجارة الإقليمية في المنطقة، وكان الأفراد يلتقون ويجتمعون بأهل البحرين الذين كانوا يتدينون بالدين الإسلامي. ومنذُ ذلك الوقت كانت البحرين تعتز بالتنوع والتعددية الدينية ومازالت حيث تمثل النموذج المجتمعي الذي تتمناه الشعوب، هذا النموذج الذي يحظى برعاية سامية من جلالة الملك عاهل البلاد وحكومته الرشيدة، وهو نهج رسخه الأجداد وسار على هديه الآباء والأبناء، نهج بُني على التسامح والانفتاح على كل الديانات السماوية والدنيوية، واحترام الآخر بغض النظر عن عِرقه ودينه ولونه ومذهبه، وصون حقوقه، والحفاظ على كرامته على الأرض التي يعيش عليها.

ومملكة البحرين اليوم تحتضن الكثير من المواطنين الذين يتدينون بديانات غير الدين الإسلامي، فهناك مواطنون من الديانات المسيحية واليهودية والهندوسية، يعيشون في البحرين التي تجمع الجميع بهوية وطنية واحدة وهي المواطنة والانتماء إلى البحرين. 

إن البحرين تؤمن بأن التعدد رسالة للإنسانية، ولأجل أن يعيش الإنسان حياة آمنة ومستقرة في مُجتمعه المتعدد، والتعدد غذاء يَهب الإنسان العاطفة الإنسانية، ويَلقي في قلبه المحبة لنفسه وسائر الناس من أتباع الديانات الأخرى من خلق الله، والتعدد رديف للتسامح الذي يُعبد طريق الأخوة الإنسانية بين البشر. وأكد نهج مملكة البحرين احترامه حرية الأديان والمذاهب الدينية المتنوعة، النهج الذي رسخ الكثير من الحريات السياسية والدينية والحقوقية، مما خلق مجتمعا يَسوده الانفتاح والتآخي والتآلف بين جميع المواطنين، وحظي هذا النهج بثقة واستحسان المجتمع الدولي، حيث نقل الصورة الحقيقية للواقع البحريني من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والحقوقية والإنسانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية