العدد 2993
السبت 24 ديسمبر 2016
banner
امتدادات مواجهة إعلام نظام الملالي
السبت 24 ديسمبر 2016

كثيرة ومختلفة هي المفردات والمصطلحات والمفاهيم التي طرأت على القاموس السياسي والثقافي والفكري للمنطقة عقب تأسيس النظام الديني المتشدد في إيران، والأهم من ذلك أن هذه المفردات والمصطلحات والمفاهيم تفرعت وتشعبت عنها الكثير من المرادفات الأخرى التي لم تكن جميعها معروفة أو مسموعة قبل عام 1979، ولئن كانت في البداية مجرد كلمات وألفاظ نظرية غير أنها بدأت تتجسد كأفعال وممارسات حية على الأرض خصوصا بعد تأسيس حزب الله اللبناني، أول ذراع عملي وفعلي لطهران في المنطقة.
إعلام النظام الإيراني الجديد الموجه بشكل خاص لشعوب المنطقة، استغل القضايا المركزية والرئيسية للمنطقة نظير قضية فلسطين والوحدة الإسلامية ونصرة الشعوب المضطهدة، ولأن شعوب المنطقة لم تكن تعرف أو تفقه شيئا عن النظام الجديد الذي أعقب نظام الشاه في إيران ولم تكن تدرك حقيقة أهدافه ومراميه، فإن قطاعات واسعة من هذه الشعوب صدقت أو تعاطفت بشكل أو بآخر مع المواويل التي كان ذلك الإعلام منهمكا بإطلاقها ليلا ونهارا، ولأسباب كثيرة ومتباينة فإن الإعلام الرسمي العربي لم يتمكن من مواجهة هذا الإعلام بما يقابله من فكر وأمور نظرية، هذا الإعلام نجح للأسف خلال أعوام عديدة في نقل أفكاره وتنظيراته بسهولة، غير أن منظمة مجاهدي خلق المعارضة التي اصطدمت فكريا وسياسيا مع النظام الجديد ورفضت علانية وبكل إصرار نظام ولاية الفقيه، واعتبرته امتدادا للنظام الملكي مع تغيير في الشكل فقط، قد أخذت على عاتقها مهمة فضح تلك المفردات والمصطلحات والمفاهيم داخليا وعلى صعيد المنطقة أيضا.

إن مهمة منظمة مجاهدي خلق التي واجهت نظاما كان يحظى بالكثير من مقومات القوة والتعاطف على أكثر من صعيد، كانت مهمة بالغة الصعوبة والتعقيد، خصوصا أنها واجهت هجوما اتسم بالشراسة والعنف المفرط من جانب النظام الجديد على أكثر من صعيد، ولكن تمكنت المنظمة من طرح مقومات إعلام بديل مواجه للإعلام الموجه من قبل طهران للشعب الإيراني وشعوب المنطقة، حيث بدأت بطرح المفردات المضادة لما كانت تطرحه طهران.
طوال ثلاثة عقود من المواجهة العسكرية السياسية الفكرية الإعلامية بين طهران ومنظمة مجاهدي خلق، بدأ يتوضح للشعب الإيراني وشعوب المنطقة كذب وزيف الإعلام الموجه من جانب طهران، في حين ثبت وفق الكثير من الأدلة والمؤشرات مصداقية المنظمة في إعلامها المتواضع المعتمد على إمكانيات ذاتية، وبذلك أكدت المنظمة أن إعلامها مناصر للشعوب. “الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .