العدد 2994
الأحد 25 ديسمبر 2016
banner
أخطاء الإعلاميين في اللغة العربية
الأحد 25 ديسمبر 2016

بصفتي من المهتمين باللغة العربية، أهداني زميل كتابا بعنوان “أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين” للدكتور أحمد مختار عمر “أستاذ بكلية دار العلوم - جامعة القاهرة”. وهو ليس كتابا حديثا، فقد صدرت طبعته الأولى عام 1991، وعندما وقعت عيناي على عنوان الكتاب للمرة الأولى اعتقدت أن صاحبه يريد أن يقلل من شأن أهل الإعلام  ولغتهم، ولكنني ما إن قرأت مقدمة الكتاب حتى حمدت الله أنني أستخدم اللغة العربية في الكتابة وليس الكلام، فاللغة المكتوبة ولله الحمد تخفي أخطاء لا حصر لها، وهذا من حسن حظ الكتاب، هذا إلى جانب أن الصحف والمجلات بها مصححون يقومون بمعالجة ما يمكنهم من أخطاء فيما يكتبه الكتاب، وأقول كل ما يمكنهم وليس كل شيء، لأن الكتاب الذي نتحدث عنه هنا رصد أخطاء كثيرة في صحف عربية عريقة بعد أن مرت على المصححين.
أما المذيعون ومقدمو البرامج وقراء نشرات الأخبار وكل الذين يتحدثون في الإعلام المسموع والمرئي فقد أشفقت عليهم، لأن صاحب الكتاب ضرب أمثلة يشيب لها الولدان في هذا الكتاب الشيق الممتع.
كنت أعتقد أن صاحب الكتاب قام برصد أخطاء بعض المذيعين الجدد ممن انحدرت لديهم اللغة العربية إلى حد مزعج، ولكنني وجدته يضرب أمثلة لمذيعين لهم تاريخ في عالم الإعلام العربي، ويركز في المقام الأول على مشاهير الكتاب في العالم العربي وعلى محطات إذاعية وتلفزيونية شهيرة مثل صوت أميركا وإذاعة لندن وإذاعة الكويت والإذاعة المصرية.

ولكي لا ينزعج أهل الإعلام من أن الكاتب قد تجنى عليهم وأراد النيل من شهرتهم ومكانتهم لدى الجماهير، فقد بدأ صاحب هذا الكتاب بخطأ للعالم الجليل الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الشريف، وقال إن الشيخ في حديث ديني بالإذاعة قال: “مجالس الغيبة والنميمة”، بفتح الغين وتسكين الياء، بينما الصحيح كما ذكر مؤلف الكتاب هو: “الغيبة” بكسر الغين ومد الياء.
ومن الأمثلة الطريفة التي أتى بها كاتبنا أيضا، خطأ لعملاق اللغة والأدب عباس محمود العقاد خلال حديث إذاعي، ثم ضرب كاتبنا أمثلة كثيرة ومدهشة إلى حد بعيد لأخطاء مذيعين كبار في إذاعات لها مكانتها وشهرتها الكبيرة، وتناول أخطاء في صحف عربية عريقة مثل جريدة الأهرام المصرية التي يعمل بها جيش من المصححيين، فذكر هذا المثال: «ابك أيتها الحرية»، بدلا من «ابكي أيتها الحرية»، والطريف أنه ذكر في مقدمة كتابه أنه لم يتعرض للأخطاء البديهية التي يقع فيها الكتاب والإذاعيون مثل نصب الفاعل ورفع المفعول به، ونصب اسم كان وخبر إن، إلا ما كان نتيجة شبهة، وقال إنه لو فعل ذلك لفقد الكتاب قدرا كبيرا من قيمته، ولتحول إلى عمل يخاطب المبتدئين.

ملحوظة مهمة: أعرف أن من سيقرأ هذا العمود من أهل اللغة سوف يفتش لي عن خطأ فيه، ولكن لا بأس طالما أن العقاد أخطأ في اللغة، ولكنني رغم ذلك أدعوكم ونفسي لاحترام اللغة العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .