العدد 2995
الإثنين 26 ديسمبر 2016
banner
إسرائيل وإيران ضد العرب
الإثنين 26 ديسمبر 2016

في الوقت الذي ينشغل فيه قسم لا بأس به من مفكرينا في عقد المقارنات بين إسرائيل وإيران، وأيهما أشد خطرًا على العرب، حيث يرجح قسم من هؤلاء إيران ويضعها في مرتبة سابقة على إسرائيل في التهديد والخطورة، بينما يؤكد فريق ثان أن إسرائيل مازالت مصدر الخطر الأعظم، تأتينا الإجابة من داخل إسرائيل بأنه لا يوجد فرق جوهري بين إسرائيل وإيران وأنهما حليفان، ولا توجد أية خصومة أو عداوة بينهما، حيث كتب المحامي الإسرائيلي إيلي نيخت - يشغل منصب مساعد نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي، وهو أيضًا ممثل اللجنة الدولية لحقوق الإنسان - مؤخرًا مقالا في صحيفة هآرتس الإسرائيلية طالب فيه بلاده بإقامة تحالف مع إيران لمواجهة الدول العربية “السنية”، رافضًا اعتبار إيران عدوا لإسرائيل رغم الشعارات التي ترفعها طهران التي تطالب بالقضاء على إسرائيل.نيخت لا يعبر في مقاله عن أمنيات يطالب بها، أو يبتعد فيها عن الواقع الذي نراه ويراه كثيرون ملبدا بالعداء بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني، وإنما يستند إلى ما يعتبره حقائق ومن أهمها: التاريخ الحافل بالعلاقات الوطيدة بين الدولتين التي تمتد إلى عقود، إذ كانت إيران من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل منذ أيامها الأولى، إضافة إلى القواسم الثقافية المشتركة بين المسؤولين الإيرانيين والإسرائيليين، والعلاقات التجارية والاقتصادية بل والعسكرية الوثيقة بين البلدين التي لا يمكن أن تقام إلا في ظل علاقات قوية جسدتها بكل وضوح مشاريع استراتيجية في مجال الصواريخ، وقيام إسرائيل بتدريب عناصر الشرطة السرية الإيرانية “السافاك”، ووجود تعاون استخباراتي وصفقات أسلحة ومحادثات سرية بينهما.نيخت لا يترك دعوته دون أن يقدم لبلاده دوافع للتقارب ومن أهمها أن الشباب الإيراني أكثر علمانية وانفتاحًا ـ من وجهة نظره ـ من الشباب العربي، إضافة إلى الوضع القلق الذي يسود المنطقة، ولهذا ينصح إسرائيل بالتحالف مع إيران لحماية مصالحها بعيدة المدى لأنها الأقرب لإسرائيل من الدول العربية.في العلاقات مع إيران وإسرائيل، علينا ألا نشغل بالنا كثيرًا بترجيح كفة أحد النظامين عن الآخر، لأنهما وجهان لعملة خطرة على العرب جميعا، وما يجمع بينهما من مصالح استراتيجية، وما يتحقق لهما (في حال علاقات الود بينهما) من مكاسب آنية ومستقبلية أمور تجعلهما في خانة واحدة مواجهة للدول العربية ومتناقضة مع مصالحها.أما ما يبدو لنا من عداء بين طهران وتل أبيب، فإنه لا يعدو أن يكون مجرد تكتيك تلجأ إليه الدولتان لاعتبارات معينة داخلية وخارجية للوصول إلى أهدافهما، فهو عداء زائف فيما بينهما، لكنه عداء جاد وحقيقي تجاه كل ما هو عربي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .