العدد 2997
الأربعاء 28 ديسمبر 2016
banner
عيد ميلاد مجيد في عالم مضطرب عنيد
الأربعاء 28 ديسمبر 2016

حل على العالم عيد الميلاد المجيد المُبارك، وهو ذكرى ميلاد نبي الله السيد المسيح عيسى ابن مريم “عليه السلام”. جاء عيد الميلاد المجيد والعالم يعيش في اضطراب عنيد، بين قتلٍ وإرهاب وتشريدٍ وملاجئ للمُعذبين في الأرض، الذين يحاولون البحث عن السلامة البدنية والنفسية والمأوى الدافئ، وأن يتبركوا بعيدهم ويشعلوا شمعةً لعلها تشفع لهم ولو بدفءٍ قليل يحميهم من برد الشتاء الذي كان عونًا للإرهاب عليهم.

هذا العيد يتشارك فيه المسلمون وكل البشرية مع إخوانهم من الديانة المسيحية السماوية، فجميع الديانات السماوية من منبعٍ واحد، وذات أهدافٍ واحدة، والإيمان بالأولى يستوجب الإيمان بالديانات الأخرى، فجميع الديانات السماوية هدفها عبادة الله الأحد القدير الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ونشر السلام في ربوع الأرض والسكينة لخلق الله وتحقيق الإخاء والمودة، فجميع البشر بأديانهم وأعراقهم وألوانهم إخوة في الخلق الواحد، وأشقاء في الأديان، ومن شروط الإيمان بأحدها الإيمان بجميعها، وأنبيائها، وتصديق نبوتهم ورسالاتهم السماوية، فجميعها جاءت من أجل تحقيق النماء للتراب الذي نعيش عليه، والرخاء لجميع الكائنات من بشر وطير وحجر وشجر، وباختلاف خلقهم جميعهم فهُم خلق الله وكلٌ يكمل الآخر في الحياة.

إن الإرهاب الذي عاشته الديانات السماوية في العهود السابقة يتجدد الآن في عصرنا بأهدافه وتنوع أولوياته، وجميع الإرهابيين يرفعون كذبًا رايات الله والسماء والأنبياء بحجة تحقيق السلامة للبشرية من الطغيان وهُم الطاغون الذين يستبيحون الدماء ويفتكون بالأنفس ويهتكون أعراضها، ويَدعون أنهم يُحاربون الكُفر وما هُم بمؤمنين، ويعتقدون تحقيق العدل وما هُم بمُقسطين، وبذبحهم الكبار والنساء والأطفال يريدون التقرب إلى الله وهُم بعيدون عنه ولن ينالوا أبدًا مغفرته. 

ليرفع اسم الله كبيرًا في المآذن والكنائس والمعابد، ولنصلي جميعًا في هذه الأيام المُباركة من أجل الإنسان، ومن أجل أن تحل الرحمة والمغفرة علينا جميعًا. داعين الله تعالى أن تحل الرحمة والسعادة الأبدية للذين اغتالتهم أيدِ الشرِ والإرهاب في شرق الأرض وغربها. وكل ميلادٍ مجيد وكل يوم سعيد وجميع خلق الله بخير ومحبة وسلام وسكينة ومودة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .