العدد 2999
الجمعة 30 ديسمبر 2016
banner
من جديد... أخطاء الإعلاميين في اللغة العربية 
الجمعة 30 ديسمبر 2016

قد يكون مقبولا أن يخطئ الوزير في اللغة العربية، وما أكثر الوزراء الذين يخطئون في اللغة العربية، وما أكثر الوزراء الذين يهينون اللغة العربية، وما أكثر التعبيرات الركيكة التي يستخدمها بعض الوزراء وهم يتحدثون عن قضايا غاية في الخطورة والأهمية!
ولكن من غير المقبول أن يخطئ المذيع في اللغة العربية لأن المذيع شخص يتكرر وجوده على الشاشة، إضافة إلى أن المذيع يكون في الغالب شخصا حسن المظهر والهندام وبالتالي يقوم الكثير من الشباب وغير الشباب بتقليده في اختيار المفردات والتراكيب اللغوية. لذلك أنقل عن مؤلف كتاب “أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين” الدكتور أحمد مختار عمر قوله: “وإذا كانت لغة المذيع الإنجليزي لا تزال تتخذ معيارا للصواب اللغوي فإننا نتطلع إلى اليوم الذي تصبح فيه لغة المذيع العربي معيارا للصواب اللغوي هي الأخرى”. ولأنه من الصعب أن يصل صوتي إلى خارج البحرين في ظل هذا الزحام الإعلامي، إن صح هذا التعبير، فإنني أوجه دعوتي للقائمين على شؤون الإعلام في مملكة البحرين، بأن يعطوا اهتماما للغة العربية، وأقترح في هذا الشأن أن يقيموا معهدا ملحقا بالإذاعة والتلفزيون، أو على الأقل أن يخصصوا دورات متكررة لرفع مستوى المذيعين في اللغة العربية، لأننا نريد خلق أجيال تحترم اللغة وتقدسها، لأن اللغة تعكس صورة القائمين على الإعلام وتعكس صورة الدولة نفسها. 

وأقترح أن تكون هذه الدورات لكل من يمارس العمل الإعلامي، وأن يسمح لنا نحن الكتاب بالالتحاق بهذه الدورات، فنحن بحاجة لذلك، فالفرق بين الكاتب والمذيع أن الكاتب يستطيع أن يكتب عبارة: «ونشبت أعمال عنف كثيرة...» دون أن يعرف القارئ إذا كانت الشين في «نشبت» مفتوحة أم مكسورة، ولكن المذيع لا يستطيع ذلك. فالكاتب يختبئ وراء اللغة المكتوبة فلا تظهر أخطاؤه للناس، ولكن المذيع لا يملك ذلك. 

وعلى الرغم من هذا الفرق الذي يخدم أصحاب القلم، إلا أن الكثير من الكتاب المشاهير يكونون في وضع سيئ عندما يتحدثون في التلفزيون حيث تجدهم إما يتحدثون بالعامية أو الفصحى المملوءة بالأخطاء القاتلة فيأخذ ذلك من مكانتهم واعتبارهم لدى قرائهم ولدى مشاهدي التلفزيون. يجب أن يكون هناك تعاون بين جامعة البحرين وهيئة شؤون الإعلام في هذا الجهد لرفع المستوى اللغوي للإعلاميين والكتاب كجزء من واجب الجامعة المفترض في خدمة المجتمع.
ملحوظة مهمة... لم أكتب هذا الكلام لكي أعطي دروسا لغيري أو لأنني أكثر إجادة من غيري للغة الضاد، ولكنني قد أكون أكثر عشقا لها وأكثر حماسا من آخرين لإعادة الاحترام لها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .