العدد 2999
الجمعة 30 ديسمبر 2016
banner
الإعلام الانقلابي بين نصرة الأسد والتحريض على “قضية قتل”
الجمعة 30 ديسمبر 2016

هل من حرية الصحافة التدخل في مجريات قضية لم يبت فيها القضاء؟ هل من حرية الصحافة تحويل قضية جنائية إلى قضية سياسية؟ هل من حرية الصحافة رواية قصص وبكائيات ثم نشر صور معزين لأهالي القتيلة، بقصد التحريض على الكراهية بين أبناء الشعب؟ وهل هي أول قضية قتل؟ ألم يقتل أخ أخاه في مدينة حمد طعناً بآلة حادة في صدره في أكتوبر 2016، أليست جريمة أكثر بشاعة؟ ألم تكن قبلها قد وقعت جريمة قتل في مارس 2015، حيث قامت امرأة بقتل صديقها بكسر رقبته، وعدلت المحكمة الحكم من السجن المؤبد إلى 15 عاما، ألم يقم زوج بقتل زوجته على الفراش بتوجيه خمس طعنات بالشقة التي يقطنون فيها في منطقة بوغزالة أمام أطفالها، ثم هناك جريمة قتل وقعت ليست بعيدة بل في يوليو 2016، حيث قام بحريني بقتل صديقته في منزله، فهل سمعتم عن هذه الجرائم؟ هل تداولتها صحفهم كما تتداول قضية قتل بحرينية في الرفاع!

هذه الصحف نفسها التي تدافع عن الإرهابيين وتصورهم أبرياء، جرائم إرهابية ضحاياها رجال الأمن ومواطنون وأجانب قتلوا بأبشع الطرق وتطايرت أشلاؤهم وتقطعت أوصالهم، لم يتناولوا جريمة قتل زهرة صالح التي غرس السيخ في جبهتها من المليشيات الموالية لإيران، ولم يذكروا أبداً جريمة دهس رجل الأمن المريسي الذي قتله الإرهابيون دهساً بمركباتهم، لم يذكروا أبداً جرائم المليشيات الانقلابية وما فعلته في المرضى في مستشفى السلمانية، وقتل الطفلة فاطمة العباسي التي منعوا عنها الإسعاف، وجريمة قطع لسان المؤذن البنغالي الذي قطعه الانقلابيون. لقد سجلوا أصحابها أنهم أصحاب رأي، ويرفعون أسماءهم إلى المنظمات الدولية ويطالبون الدول الغربية بالتدخل لإطلاق سراحهم، إنهم نفسهم القتلة الذين قتلوا عمال مطعم سترة بإغلاق باب المطعم عليهم حتى ماتوا حرقاً في التسعينات؟ إن مواصلة نشر هذه الصحف أو غيرها قضية من اختصاص النيابة والقضاء، تعد تعديا على صلاحية السلطات، كما أنها تؤجج الطائفية والكراهية بين طوائف المجتمع، حيث إن هذه الجرائد وغيرها من المواقع تحاول تدويل هذه القضية على أنها طائفية، كما أنها محاولة لإثارة المنظمات الحقوقية التي تحتمي بها هذه الصحف.

هذه القضية حدثت ولا ندري عن أسبابها ودوافعها وقعت من فرد بالمجتمع سلم نفسه واعترف بما قام به، والقضاء هو المختص في النظر بالقضية، والتشويش الإعلامي من قبل هذه الصحف يضر المجتمع البحريني قبل الجاني، ومحاولة هذه الصحف الضغط لإنزال أقصى العقوبة بطريقة التهديد التي تستشف من بين سطور الروايات التي منها أن أهالي القتيلة سيتابعون القصاص من القاتل بعد مجالس العزاء، لهي قضية أخرى يجب أن ينظر فيها على أنها محاولة لزرعة الفتنة والتحريض على الكراهية وزعزعة الأمن. 

   عندما تقوم هذه الصحف بتلميع صورة قاتل الملايين من شعبه بشار الأسد، فإنها تحتفل بمذبحة حلب التي سمتها انتصارا للنظام، وصورت جرائم حزب الله مقاومة والقتلة أبطالا ورموزا، إنها تشد على يد النظامين الإيراني والسوري اللذين أبادا الملايين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية