العدد 3001
الأحد 01 يناير 2017
banner
ضحكات أطفالي والسقوف الثلاثة
الأحد 01 يناير 2017

مع تقدم الإنسان في العمر تزداد رؤيته للحياة وضوحًا، وتتطور لديه آلية الضبط التلقائي لسقف طموحاته. 

بداية العام الجديد هي بالنسبة لي مناسبة لقياس ارتفاع هذا السقف غير المرئي، والوقوف على الأسباب التي جعلته يتحرك من مكانه صعودًا أو هبوطًا.

الأمنيات لا سقف لها. وبصفتي أب، من الطبيعي أن تتصدر أمنياتي، دائمًا وأبدًا، سعادة أبنائي، أسأل الله أن يبارك فيهم ويمتعهم بالصحة والعافية ويكتب لهم النجاح ويسدد خطاهم يحفظهم من كل مكروه وشر ويوفقهم إلى ما يحبه ويرضاه.

بعد محاولات مضنية من البحث العبثي في مخيلتي غير الناضجة عن المدينة الأفلاطونية، هداني الله عز وجل إليها، ومنّ علي بنعمة وجودها تحت سقف بيتي، حيث تغنيني ضحكات أطفالي البريئة عن عالم فاضل بأكمله وليست مدينة واحدة.

لا تتملكني انطباعات خاصة عن بدايات الأعوام الجديدة، عدا كونها محطات فاصلة تذكرنا بأن قطار العمر يمضي. السؤال هو: كيف يمضي؟ وكما قال الشاعر: “ما العمر ما طالت به الدهور، العمر ما تم به السرور”، أدعوك ربي يا ذا الجلال والإكرام أن تتم سروري بأبنائي، وأن تتم عليهم سرورهم بعطفك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

أما عن طموحاتي للعام المقبل، فعلى المستوي الشخصي يمكن إيجازها في أن أكون جديرًا بمحبة زوجتي، وأتمكن من الحفاظ على الاستقرار العائلي والدراسي لأبنائي، والتأكد من تلقيهم أفضل ما استطيع تقديمه لهم من تعليم.

وعلى الصعيد المهني أطمح إلى النجاح في تعزيز الطاقة الإيجابية في محيط العمل، والإسهام في الارتقاء بمستوى الجودة والتميز بالتعاون مع جميع أعضاء الفريق.

التعليم الجيد الذي أريده لأبنائي هو حق لكل طفل، لكن مئات الملايين من الأطفال في العالم يعيشون في مناطق صراعات، وعشرات الملايين منهم محرومون من التعليم. من يتصفح موقعي اليونيسف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين سيصدم بأرقام مفزعة. 

إن تخيلت أن هذه الأرقام ستختفي أو حتى تنخفض بشكل كبير في 2017 أكون حالمًا، فسقف طموحي فيما يتعلق بهذه القضية منخفض، لكن جل ما أطمح إليه في العام الجديد هو أن تنتهي الأزمة السورية، وأن يجد أطفالنا في سوريا سقفًا حقيقيا مرئيا وملموسا يقيهم من برد الشتاء، ويعيد لهم بصيصًا من الأمل في الحياة. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية