العدد 3001
الأحد 01 يناير 2017
banner
ورقة تنبؤات العام... وصية الأماني المضحكة!
الأحد 01 يناير 2017

عندما يحزم عام ميلادي حقائبه، راحلا دون رجعة، تبدأ طقوس يناير السنوية، لفتح قراطيس تنبؤات العام المنصرم. 

تتلخص هذه الطقوس، بتقليد سنوي، دأبتُ على الوفاء به، منذ أعوام، مع أخي العزيز بدر. 

ولا أتذكر أنني تخلّفتُ عاما عن تدوين تنبؤاتي الشخصية أو الأسرية أو العائلية أو المهنية أو البحرينية أو العامة! ربما أتأخر قليلا، ولكنه كالواجب، لا يسقط بتقادم الأيام.

تبدأ مراسم فتح مجموعة أوراق من حجم (4A) مدبّسة بشكل فوضوي، أشبه بالشمع الأحمر لإغلاق محل! وممهورة بتواقيع غير مفهومة، كطغراء السلاطين العثمانيين، وتحيطها من جميع الجهات تحذيرات، من عدم التجرؤ على فتح هذه الورقة، قبل حلول 31 ديسمبر! بالرغم من أنه لم يتسلَّل فضول إخوتي، للوصول لورقة التنبؤات مسبقا؛ لأنها مودعة في ركن عصيِّ، بالجارور الأوسط، بمكتبي في البيت.  

تحققت وخابت

في كل عام، بعد حصر التنبؤات، أحصي نسبة ما أصبته من توقعات تحققت وأخرى خابت.  وأعترف بأنني لا أستطيع منافسة العرّافين. ولا أصلح لهذه المهنة البائسة. وأرسب بامتياز في توقعاتي. وأجهل إصراري على استمرار تدوين توقعات جانحة عن الواقع. سيثور فضول القارئ لمعرفة بعض هذه التوقعات. وسأحاول جاهدا إنعاش ذاكرتي؛ لأن موعد تسليم المقال لإدارة التحرير، قبل حلول العام الجديد، وفتح القراطيس. أتذكر توقع فوزي بجائزة مالية، من السحوبات البنكية الشهرية، وهو طموح كل بحريني يودِع 50 دينارا بحسابات التوفير السريع، حتى تحوّلت صناديق البنوك لحصَّالات للمواطنين، وأصبح الفوز بجائزة كاقتناص إبرة من كومة قش!

وأستغرب إصراري المضحك على توقع وفاة رئيس جمهورية، ولا أسأم من تكرار هذا التوقع الأسود سنويا! ومازال...!

أما التوقعات الأخرى، فشطرٌ منها يذهب لتحديد جنس أجنة حوامل العائلة أو البيت المهني، وأسماؤها الجميلة المتوقعة، وشطرٌ آخر عن تطورات حياتية تمسُّهم، مثل تحصيلهم/ فشلهم الدراسي أو تطورهم/ إخفاقاتهم المهنية أو أمور أخرى ساخرة.

محاسن أعوامكم

خلال الشهرين الماضين، دارت نقاشات حيوية بمجلس التحرير في الصحيفة عن جدوى إصدار ملحق يؤرِّخ لأبرز أحداث السنة الميلادية المنقضية. وانحزت لرأي الأغلبية بإرجاء هذا المشروع الطموح، واستبداله بكتابة أسرة “البلاد” تمنياتهم للعام الجديد؛ مثلما نشرنا بالمرحوم ملحق “أشياء” الأسبوعي، في يناير 2013؛ لأن التهليل بالبشرى للعام الجديد، أبهى للنفس وأنقى للروح، من تشييع عام رمادي، تأسيا -وبتصرف- بالقول الجليل لذكر محاسن موتاكم... وأعوامكم.

القادم أجمل دائما وأبدا. وكل عام وأنتم والعائلة الكريمة بخير وصحة والعافية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية