العدد 3002
الإثنين 02 يناير 2017
banner
سجون الموت
الإثنين 02 يناير 2017

تقييم الأوضاع المختلفة في إيران بعد مرور 37 عاما على حكم الملالي، يضعنا أمام مشهد قاتم وكئيب محاصر بالحزن والألم والجوع والمعاناة والموت والتعذيب والسجن والإعدامات ومختلف أنواع القمع إلى حد يمكن القول عنه بكل ثقة: إن الحياة في إيران في ظل الملالي صارت جحيما لا يطاق.
الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بالغة السوء وانعكست على الأوضاع الاجتماعية، وجعلت من الفقر والمجاعة ظاهرتين للواقع الإيراني إلى جانب المئات من الظواهر السلبية الأخرى التي لم يكن يعرفها الشعب الإيراني قبل مجيء هذا الحكم القمعي، والأنكى من ذلك أن الأوضاع تزداد سوءا مع مرور الأيام وتتداعى عنها المزيد من الظواهر السلبية الأخرى بحيث يمكن وصف هذا النظام بالبؤرة الآسنة التي تولد مختلف أنواع الجراثيم والحشرات الضارة.
في ظل تلك الأوضاع المأساوية، فإن الحديث عن واقع الأوضاع في السجون الإيرانية، حديث يطول كثيرا، خصوصا أن هذا النظام ومنذ مجيئه راهن على السجون والتعذيب والقمع والإعدامات، واكتضاض السجون بأضعاف طاقاتها الاعتيادية مع رداءة الخدمات فيها وانعدامها في العديد من السجون، يعطي انطباعا أوليا عن سوء أحوال السجناء منذ البداية، ولاسيما إذا ما علمنا أن هناك سجونا في إيران يتناوب السجناء فيها على النوم لازدحامها الشديد بالإضافة الى عدم وجود الخدمات الطبية والعلاج، مع ملاحظة وجود تسريب المواد المخدرة لداخل السجون بما يزيد من أوضاع السجناء وخامة ويجعل خطر الموت والفناء محدقا من كل جانب.
سوء أوضاع السجناء في إيران عموما، ووخامة أوضاع السجناء السياسيين بشكل خاص، أمر يجب أن نأخذه دائما بالاعتبار، مع ملاحظة أن النظام يزج السجناء السياسيين عمدا بين القتلة والمجرمين استهانة بهم وإمعانا في تعذيبهم نفسيا، وفي ظل كل تلك الظروف فإن هناك العديد من السجناء الذين يقفون بالمرصاد للنظام ويواجهونه بمختلف الطرق والوسائل ومنها الإضراب عن الطعام، والتحذير الأخير الذي أعلنت عنه المقاومة الإيرانية بشأن الخطر الذي يهدد حياة السجناء السياسيين المضربين عن الطعام منذ مدة طويلة وهم على وشك الموت دعت فيه عموم الهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان لاسيما المفوض السامي لحقوق الإنسان والمقررين الخاصين المعنيين بالتعذيب إلى اتخاذ عمل عاجل ومؤثر لإنقاذهم.
سجون نظام الملالي في الحقيقة سجون الموت والفناء، وهذا النظام يبتغي من ورائها تحطيم إرادة الشعب الإيراني الرافض له، والنخب السياسية المعارضة، ومن صلب واجبات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى أن تمنح ملف السجون في إيران اهتماما استثنائيا لأسباب أدرجنا أهمها آنفا. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .