العدد 3002
الإثنين 02 يناير 2017
banner
سيدات الكذب... وعرافات القرون الوسطى
الإثنين 02 يناير 2017

رغم أن تاريخ البشرية يحمل إرثًا ضخمًا عن ملاحقة العرافين والمشعوذين والتنكيل بهم؛ لأنهم وصموا بالكفرة وكانوا السبب في نشر الإلحاد والانحلال الأخلاقي والابتعاد عن المبادئ الدينية، وجر المولعين بالتنبؤ للانزلاق في وحول الخطيئة والملذات الدنيوية، إلا أن حشرية العالم لمعرفة الغيب لا تريد أن تقترب من حافة الانقراض حتى يومنا هذا.

“دمغة الشيطان”

وجود الساحرات والمشعوذات والمتنبئات في القرون الوسطى كان مزدهرًا للغاية، ويقال وفق كتاب شهير أفرج عنه أرشيف الفاتيكان مؤخرًا، وهو بعنوان “مطرقة الساحرات” إن عددهن وصل للآلاف، وهؤلاء كنّ يلتقين الشيطان في الغابة المظلمة، فيأتي شخصيا إليهن ليمضين العقود معه ويبعن له أنفسهن، ومن ثم كان يدمغ على أجسادهن دمغة سميت بدمغة الشيطان أو بصقة الشيطان، هذه الدمغة كان دليل الكنيسة القاطع آنذاك لكشفهن، وإلقاء القبض عليهم وقتلهن حرقًا.

لكن ذلك لم يسد شهية الناس عن اللجوء للمشعوذات للسؤال عن المستقبل وما الذي سيحصل، والمفارقة أن الدول آنذاك أمرت بحرق المشعوذات، لكن بلاطات الملوك والأمراء كانت تعج بالعرافين، وهؤلاء ومِن وراء أبخرتهم وبلوراتهم الزجاجية تحكموا بمصير الشعوب، بل فيما بعد وعلى الرغم من تطور البشرية كانوا السبب في انهيار أمبراطوريات (قصة راسبوتين مثالاً).

لهيب العرافين

ويبقى لهيب العرافين مغريًا، ففراشات العقول لا تيأس من الدوران واللف حول كذبهم؛ لأن بعض النبوءات صدقت، لكن المحللين أشاروا إلى أن هناك نوعا من العرافين يتابعون مجريات الأمور ويتمتعون بذكاء خاص يمكّنهم من ربط الأحداث والتنبؤ بما سيحصل، وهناك نوع آخر “قد تصيب معه ولا تصيب”، وهؤلاء ما أكثرهم في يومنا الحالي، وعلى رأسهم سيدتا الكذب ليلى عبداللطيف، شاغلة الدنيا بأكاذيبها، والإعلامية ماغي فرح.

فضيحة... الجنرال

ليلى عبداللطيف لم تصِب معها، وهي التي تنبأت بعدم وصول الجنرال ميشال عون لسدة الحكم، وعشية انتخابه تمارضت ودخلت المستشفى وأرسلت صورها على السوشيل ميديا لينقضَّ عليها المتابعون، وينعتوها بأشنع النعوت؛ لأنها كاذبة.

والإعلامية ماغي فرح تقرأ طالع كل الأبراج سنويا وتبيع كتبها بملايين “الليرات”، لكن خادمات ثلاث عملن لديها، عمدن لتخديرها على مدى ثلاث سنوات، ليخرجن مع الرجال ليلا... وهي “يا غافل إلك الله”!

ومع هذا، من منا اليوم لا تشده نبوءات نوستراداموس وفولغا العمياء التي زارها هتلر شخصيا، وفيرا ليون وميشال حايك وغيرهم...

“الآتي أعظم”

وختامًا، أن تكون التطلعات في 2017 بمستوى ما نتمناه من نبوءات المنجمين “الكذبة”، هذا ما نصبو إليه، نريد أن تتحقق لنا أحلام العصافير، أن نتمتع جميعا بموفور الصحة، أن ننجح في عملنا، أن يوفقنا الله في اختياراتنا، أن ننعم بالحرية والسلام، أن يحفظ الرب عائلاتنا، وأن يجملنا بالصبر والحكمة لأن “الآتي أعظم”.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية