العدد 3002
الإثنين 02 يناير 2017
banner
اتركــوا 2017 لعشـاق الحب والسلام
الإثنين 02 يناير 2017

كنت ولا أزال أنظر لحلول أي عام جديد بمثابة بزوغ يوم جديد ليس إلا (just another day )، قد يبدو الأمر يشي بنوع من السوداوية، أليس كذلك؟ ولكنه العكس تماما، فالأحلام والأمنيات في منظوري غير مرتبطة بزمان أو مكان معين.

التطلعات لا حد لها ولا تخلو الطريق إلى تحقيقها من الأشواك والأسنة، ولكن إرادة الإنسان تبقى هي الجبروت في تحطيم هذه المنغصات وطوق النجاة في إيصاله إلى ضالته.

قيل لنا منذ نعومة أظفارنا أو ربما قرأنا عبارات من قبيل “اصبر تظفر”، “من جد وجد ومن زرع حصد”، حيث لا يختلف اثنان على القوة الفتاكة من التحلي بالصبر والمثابرة، ولكن يبقى الأهم بالنسبة لي استغلال عامل الوقت.

الجمل المألوفة مثل “أريد أن أصبح مليونيرا”، أو”أكون رشيقا”، و”لاعب كرة مشهور” لن تشم رائحتها ما لم تبدأ حالا بالسعي لتحقيقها وتترك التسويف والمماطلة.

أتذكر أن لي صديقا كان يردد عليَّ جملته الشهيرة دائما “أريد فتح مشروع مطعم”، لكن لكم أن تتصورا أنه مضى على كلامه هذا أكثر من 5 سنوات، وهو يردد العبارة نفسها، والأسطوانة نفسها رغم أنه أصبح متقاعدا عن العمل، ولديه من الفراغ الكبير الذي يسمح له بتحقيق بعض من أحلامه. 

وبما أن وطني يحتل مساحة خاصة في وجدان أي بحريني أصيل، فإنني أتطلع أن أجده في 2017 على هام السحب دائما، ويكتسي أبهى الحلل بفضل أناسه المخلصين التواقين إلى جعل بيرقه خفاقا في جميع المحافل.

أمنيتي أن يظل البحرينيون بجميع أطيافهم إخوة ومتحابين يجمعهم تراب هذا الوطن الغالي الذي نفديه بأرواحنا، وألا يدخل بيننا كان من كان في شؤوننا، وأن نقف خلف القيادة السياسية في إرادتها المخلصة في تحقيق غاياتنا المنشودة نحو التطوير والإصلاح. وبما أنني أعمل في السلطة الرابعة، فالأمر لا يقتضي تجاهل قانون الصحافة الذي أصبح أسير الأدراج، فالأمل يحدو الصحافيين بسرعة إقراره؛ حتى يتمكن موظفو “صاحبة الجلالة” من تأدية واجباتهم بالصورة المشرفة، والتي تظهر حضارية وتقدم مملكتنا الغالية. سنكون أسعد من في هذا الكون إذا توقفت عجلة الدمار وشلالات الدماء التي ملأت أرجاء المعمورة، وتوقفت أنهار الحقد والكراهية في قيادة العالم، وابتدأت بدلا منها نثر رياحين الحب والسلام على بعضنا بعضا.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية