العدد 3004
الأربعاء 04 يناير 2017
banner
صراع دمر الحجر والبشر
الأربعاء 04 يناير 2017

خمس سنوات من الدمار راح ضحيتها مئات الآلاف من البشر، وملايين من المهجرين إلى الخارج. صراع كادت الحكومة السورية تسقط فيه إلا أن التدخل الإيراني بالميليشيات العسكرية (فيلق القدس، حزب الله، لواء أبوالفضل، عصائب أهل الحق...) ومن ثم التدخل الروسي بالقوات الجوية المُدمرة حال دون ذلك. 

الجيش العربي السوري بمساعدة حلفائه استطاع بترسانته العسكرية تدمير المُدن السورية وقتل أبنائها الذين لم يغادروها، ودمر المدن على مئات الآلاف من السوريين، بمساعدة النظام الإيراني الذي يستهدف العرب وتدميرهم أينما كانوا، فإبادة وقتل العرب وإضعافهم هدف إيراني قديم، سواء في شرق الوطن العربي أم في غربه. أما روسيا فقد وجدت ما تبحث عنه لتعود إلى الساحة الدولية من خلال تدخلها العسكري الجوي لصالح الرئيس السوري لتنازع الولايات المتحدة الأميركية في سلطانها الدولي على منطقة الشرق الأوسط.

لم ينتصر الجيش السوري المُثخن بالجراح ولا جبهة المعارضة المُتفرقة، والدينية المتطرفة، بل الذي انتصر هو الدمار والتخلف وجنون الثأر والانتقام، وانهزمت سوريا بكل ما فيها من فروسية، حق وعدالة، فضاعت وضاعت عروبتها. فإيران وميليشياتها وروسيا أصبحوا اليوم جزءًا من القرار الرسمي السوري على مدى بقاء هذا النظام على قيد الحياة، خصوصا أنه يعتمد على القليل من الأشخاص لمساعدته على البقاء في السلطة، فتدخل الميليشيات الفارسية لم يكن من أجل سوريا وشعبها، بل من أجل تغوْل النفوذ الإيراني وهيمنته على سلطة النظام السوري.

لقد حقق الرئيس السوري وحلفاؤه الهدف الاستراتيجي من الحرب أي البقاء في السلطة، ولكن هل انتهت الحرب في سوريا؟ خمس سنوات فقد النظام السوري السيطرة على مساحات واسعة من البلاد، وجيشه يُعاني عجزًا شديدًا في تعداده، وفرار الشباب السوري من الخدمة العسكرية، وأبناء البلاد يئسوا من المواجهات والمعارك بدون التوصل إلى أي حل ينهي أمد هذا الصراع. حتى لو انتهت المعارك فهناك حرب سياسية وطائفية ستحركها الميليشيات الإيرانية التي ستظل رابضة على التراب السوري. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .