+A
A-

انسحاب العسومي من انتخابات اليد أسقط "الأقنعة"!

من الطبيعي جدًّا أن يكون هناك تحركات سرية "من تحت لتحت" في عملية الانتخابات وخصوصًا للذين يريدون إحداث تغيير جذري مهما كانت نتائجه "سلبية أم إيجابية"، ولكن تبقى العملية هذه سلاحًا ذا حدين، إذا ما نجح هؤلاء في تحركاتهم فإنهم سيكونون تحت الغطاء الشرعي، ولكن "الطامة الكبرى" إذا فشلوا وخسروا الرهان فإن أقنعتهم ستنكشف تمامًا للملأ، وهذا ما حدث في انتخابات الاتحاد البحريني لكرة اليد الأخيرة حينما "انكشف المستور" للشارع الرياضي بهوية الأندية التي وقفت (مع أو ضد) الرئيس علي عيسى!

 

البداية

منذ شهر سبتمبر الماضي والذي كشف فيه "البلاد سبورت" عن وجود تحركات من قِبل بعض الأندية المنضوية تحت مظلة الاتحاد البحريني لكرة اليد للزج بعادل العسومي (رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة السابق) في انتخابات اليد، والدنيا "مقلوبة فوق تحت" لدى رؤساء الأندية كلها، كون بعضها تسعى للإبقاء على علي عيسى في كرسي الرئاسة، فيما آخرون يهدفون لكسب أكبر الأصوات ووضعها لمصلحة النائب التي ترجّحه في هذه المعركة!

ازدادت هذه التحركات بشكل كبير في الفترة الأخيرة التي سبقت فتح باب الترشح لانتخابات اليد وازدادت معها التنبؤات الإعلامية حول دخول العسومي من عدمه رغم تكرار "البلاد سبورت" لنشر تأكيد ترشحه قبل أيام معدودة من الموعد الرسمي، وفعلاً ترشح الأخير للانتخابات المعنية من بوابة نادي باربار ليؤكد مصداقيتنا التي لم تعجب البعض وشكّك فيها سريعًا!

 

انسحاب العسومي

لم يكن أحد يتوقّع أن ينسحب النائب من المنافسة بعد بضع ساعات من ترشحه، وحينها كانت الأمور تسير بشكل متساوٍ بينه وبين علي عيسى من حيث حصولهما على 6 أصوات لكل منهما بحسب مصدر "البلاد سبورت"، أي أن المقارعة على كرسي الرئاسة ستكون ملتهبة فيما لو سارا حتى موعد الانتخابات الرسمية، ولكن العسومي فاجأ الجميع بانسحابه ليعلن بذلك عن فوز وبقاء بوعيسى في منصبه لأربع سنوات مقبلة، لتعم الأفراح من جهة ويخيّم الحزن واليأس في جهة أخرى!

هذا الانسحاب، يعتبر ضربة قاضية بحق الأندية التي كانت تعوّل وتعقد الآمال عليه في تغيير صاحب كرسي الرئاسة بالدرجة الأولى، كونها لم تكن على دراية، وتفاجأت كما هو حال الجميع بموقفه المفاجئ، لأنها بكل تأكيد لن تغامر أبدًا في مثل هذه الأمور لتخرج في نهاية المطاف بصورة "المغلوب على أمرها". وفعلاً فقد ظهرت بذلك الشكل عبر انسحابات تدريجية كمرشح نادي البحرين أحمد الأحمدي، وبعده مرشح نادي التضامن جاسم الفردان وصولاً إلى حسن الشويخ مرشح نادي باربار وآخر المنسحبين مكي أمان ممثلاً عن نادي توبلي. فيما يعتبر خالد الخثلان الإداري الكفء هو الغائب الأبرز عن هذه الانتخابات كون ناديه النجمة امتنع عن ترشيحه وترشيح أي شخص آخر يمثله!

 

إشادة بالنائب

كلمة حق تُقال في حق النائب عادل العسومي بانسحابه من المعترك الانتخابي الرياضي لأنه نظر للمصلحة العامة للرياضة ولعبة كرة اليد التي قدم فيها بوعيسى خلال 8 سنوات سابقة جهدًا وعملاً دؤوبًا، أعلى شأن الاتحاد من بين الاتحادات الأخرى من حيث الإنجازات. فالعسومي قدّم أروع الأمثلة في التحلي بالروح الرياضية كونه نظر للأمر بعين الاعتبار للمصلحة العامة للعبة ولعلاقته الوطيدة مع بوعيسى رغم أن ترشحه حق مشروع.

 

توطيد العلاقة

في أول تصريح له بعد انتصاره بكرسي الرئاسة، قال علي عيسى إنه سيكون قريبًا من (جميع) الأندية، وعلى مسافة واحدة من أجل المصلحة العامة، كما قال إن نجاح المرحلة المقبلة لا يتحقق إلا من خلال الشراكة القائمة مع الأندية والتنسيق للوقوف أمام التحديات والصعوبات التي تواجه العمل الإداري والمحافظة على مكانة اللعبة المميزة.

فهذا التصريح من الرجل الأول في الاتحاد يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار من قِبل أندية (مع أو ضد) وترك المهاترات الجانبية التي تؤخر سلبيًّا وخصوصًا أنها تتناقل بين هذا وذاك وتصل لمسامع الشارع الرياضي وتحدث بلبلة ليس لها أساس من الصحة، فالتكاتف أمر مهم بين الجميع لتحقيق الأهداف المنشودة في اتحاد اللعبة. كما يجب من الأعضاء أنفسهم أن يفعلوا أدواتهم وحضورهم في أروقة الاتحاد للتعبير عن رأيهم وإبداء وجهة نظرهم وخصوصًا "السلبية" حتى يتم مناقشتها بالطرق السليمة والصحيحة ويصلوا لنقطة يتفقون عليها بدلاً من السكوت والتذمر!

النهاية

يبقى الحديث الآن منصبًّا على الرئيس علي عيسى الذي سيكون الحمل عليه ثقيلاً وبصورة أكبر وأقوى من سابقه في ظل ما حدث وأيضًا كونه مرصودًا، فهو مُطالب بالدرجة الأولى أن يكون الداعم والسند الحقيقي لكل الأندية التي يحتويها اتحاده، ويفتح بابه وقلبه لكل الأحاديث السلبية التي تصل إليه ويحاول بقدر الإمكان أخذ المفيد لتطوير اتحاده واللعبة الذي بات عليه أن يكون أكثر احترافية في عمله من جميع النواحي. فالاهتمام بالأندية يجب أن يكون من الأولويات لأنها المغذي الرئيسي للمنتخبات الوطنية التي سطع اسم اتحاد اللعبة من خلالها بعد الإنجازات التي تحققت طيلة السنوات الأخيرة بمختلف الفئات.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، الجميع أشاد بالمنتخبات الوطنية لكرة اليد وخصوصًا الأول الذي سيكون على أعتاب المشاركة في مونديال فرنسا بعد أيام قليلة، ولكن حتى الآن لم يتم توظيف أحد لاعبيه، ويجب التحرك وطرق الأبواب كلها من أجل ذلك، كما يجب الالتفاف حول نادي الاتحاد الذي غاب فريقه الأول عن منافسات هذا الموسم ودعمه بشتى الطرق للإبقاء عليه، وأيضًا الاجتماع مع نادي سماهيج ومناقشة "إضراب" لاعبيه ومحاولة حلحلة وضعه، بالإضافة وبصورة ملحة يجب أن يكون لاتحاد اللعبة راعٍ لأنشطته المحلية والخارجية، فضلاً عن ابتكار أفكار وخطط لجذب الجماهير، كما يجب أن يكون باب التعاون مفتوحًا مع الاتحادات الخليجية الأخرى عبر الاستعانة بحكامهم لإدارة مبارياتنا.