+A
A-

البحرين الثالثة عربيًا في الإصابة بسرطان الثدي

حذر الخبراء والمختصون في مجال السرطان من الخطر الذي يداهم البحرين؛ نتيجة زيادة حالات ومعدلات الإصابة بسرطان الثدي، مؤكدين أن هذه النسب بلغت الضعف من العام 1989 وحتى 2016، مشددين على أن المرض يصبح قاتلا إذا لم تُفعل إجراءات الكشف المبكر وتقبل عليها السيدات اللاتي لا يعلمن بخطورة هذا الداء ويتجاهلنه، والذي قد يصل إلى مراحل متقدمة يعجز الطب عن التغلب عليها.

ودعا الخبراء المشاركون في منتدى سرطان الثدي إلى ضرورة وجود “داتا” مشتركة لكل ما يخص المرض بين جميع الدول العربية، ويتم بواسطتها تبادل آخر المعلومات والإحصاءات والعلاجات الخاصة، والعمل على بناء مركز عربي متخصص لمتابعة هذا المرض، ومضاعفة الجهود بالكشف عن حالات السرطان الجديدة.

جاء ذلك في منتدى سرطان الثدي الذي عقد صباح أمس تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، ونظمته جمعية البحرين لسرطان الثدي في فندق الشيراتون.

وتطرق المنتدى للمنظور الوطني والدولي للكشف والفحص عن سرطان الثدي، وتحدث فيه رينغاسوامي سانكارانيان من الوكالة الدولية لبحوث السرطان، ونائب العميد لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الخليج العربي رندة حمادة، التي تناولت ورقتها “مكافحة سرطان الثدي في البحرين”، ونجاة أبو الفتح من وزارة الصحة وكانت ورقتها حول “إحصاءات سرطان الثدي في المملكة”. واستعرضت حمادة جهود البحرين في مكافحة سرطان الثدي، مشيرة إلى أن مختلف الإحصاءات التي أجريت على مستوى المهتمين بسرطان الثدي حول العالم أكدت ازدياد حالات انتشار السرطان بجميع أنواعه ومنها سرطان الثدي.

وأشارت إلى أن الدراسات والإحصاءات كشفت عن أن البحرين تحتل المرتبة الثالثة عربيا بالإصابة بسرطان الثدي لدي السيدات، وذلك بعد الأردن ولبنان، وهي الأكثر على المستوى الخليجي، موضحة أن نسبة الإصابة بالسرطان الثدي في البحرين وصلت حسب إحصاء العام 2014 إلى 56.6 % لكل مئة ألف حالة، وهو أكثر بالضعف من حالات الإصابة للعام 1998، وأن الزيادة بالإصابة بسرطان الثدي لدى النساء من كل الأعمار ومن كل السرطانات تعدت الـ 20 %، وأن أكثر من 48 % من حالات الإصابة لا يتم التعرف عليها مبكرا، بينما تصل نسب الإصابة غير معروفة بأي مرحلة من المراحل التي أصيبت بسرطان الثدي إلى 44.4 %، مبينة أن نسبة الحياة بعد 5 سنوات من اكتشاف الإصابة كانت 63 %، مضيفة أن نسبة زيادة انتشار حالات الإصابة بسرطان الثدي في البحرين تبلغ 25 %.

وبدورها، قالت أبو الفتح إن سرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً بين الإناث في مملكة البحرين وفي الخليج العربي ودول شرق أوروبا والدول العربية، مشيرة إلى أن أعمار المصابين تكون متقاربة بالدول العربية وشرق أوروبا، لكن تختلف نوع الإصابة بين هذه الدول، مشيرة ان نوع سرطان الثدي المنتشر متطور وسريع الانتشار في البحرين ويتم فقط اكتشاف 12.7 % من الحالات من الفحص المبكر. 

وأشارت إلى أن ارتفاع عدد حالات الإصابة لدى النساء في السنوات الأخيرة على الرغم من الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة للحد من انتشاره، مبينة أن “الصحة” وفرت الفحص المبكر في عدد كبير من المراكز الصحية، مؤكدة أنه ومن خلال الكشف المبكر عن سرطان الثدي في بعض المراكز الصحية ومجمع السلمانية تمكن المختصون من رصد واكتشاف العديد من حالات الإصابة في أعمار لا يتوقع أن تصاب بها السيدات بمثل هذا المرض. 

وفى ورقته كشف سانكارانيان عن دور منظمة الصحة العالمية منذ العام 1965 إلى اليوم الحالي في رصد عدد حالات الإصابة بالسرطان لجميع أنواع السرطانات حول العالم، مؤكدا أن العمل المشترك بين منظمة الصحة العالمية ومختلف دول العالم كشف عن وجود 1.68 مليون حالة جديدة حول العالم. وأشار إلى ضرورة وجود إحصاءات ودراسات حديثة حول المرض في جميع الدول، وأن تقدم هذه الإحصاءات إلى منظمة الصحة العالمية؛ لمعرفة الوضع الصحي للمرض في هذه الدول، ولأهمية هذه الإحصاءات والاستراتيجيات في وضع استراتجيات منظمة الصحة العالمية وخططها للحد من الأمراض، ومتابعتها، ووضع التصورات اللازمة مع الدول المعنية للحد من انتشار المرض.