العدد 3008
الأحد 08 يناير 2017
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
إعلامنا الحاضر الغائب!
الأحد 08 يناير 2017

نحن مخترقون إعلامياً وفكرياً وسياسياً ومازلنا نواجه بأسلحة وأساليب لا تقارن مع حجم القوة والضغوط والاعتداءات والأسلحة بكل أنواعها التي يستخدمها الآخر. رغم كل المتغيرات التي تطرأ على الساحة وتعدد وسائل التواصل المسموعة والمرئية مازلنا نفتقد الاتصال المباشر الذي يتناسب مع المستوى التقني الحديث الملائم للغة العصر. تتمتع إيران بقدرات إعلامية مستغلة ضعف تواجد العرب في الساحة الإعلامية، حيث أصبح إعلامنا حاضراً غائباً، فاستطاعت ملء الفراغ بمغالطات تتيح لهم الترويج لخزعبلات وأفكار ملوثة وسط غياب عربي ينطق بالحق في الساحة الإعلامية السياسية.

هناك قنوات وحسابات في وسائل التواصل تقمع كل فكر يناقض أهدافها، شبكات عنكبوتية ممولة طامعة كارهة تسعى لنشر الفتنة والفساد لما تكنه من نوازع الشر والعدوانية للمنطقة، وسائل كثيرة متاحة تسكب سمومها وتشحن محيطها بأفكار ضالة ومعلومات تهكمية مغلوطة، وسائل استغلها العدو وصرف عليها الملايين كسلاح فتاك لمحاربتنا.

بعد الهجوم المسلح مؤخراً من قبل مجموعة إرهابية على مركز الإصلاح والتأهيل في (جو)، والذي أسفر عن استشهاد شرطي وهروب عدد من الإرهابيين، قرأنا الخبر في وسائل التواصل وسمعناه في قنوات إخبارية متعددة قبل قنواتنا!

حوادث كثيرة استطاع العدو استغلالها إعلامياً، سرعة وتنسيق متكامل وتمويلات ضخمة داعمة تستغل ضعف إعلامنا وتأخره في نشر ونقل الحدث بالشكل المطلوب. مثال على ذلك ما بثته قناة “أهل البيت” الممولة من قبل إيران، والتي أعربت عن الشماتة في استشهاد أحد رجال الأمن أثناء أدائه الواجب، معتبرة أن العناصر الإرهابية الهاربة، بمثابة “أبطال خرجوا للحرية”!

تشن إيران حروبا قمعية ومشروعات عبر كل الوسائل معترضة مبادئ التعايش لتدمير مجتمعاتنا، لقد ضربت بحقوق الجوار والمعاهدات الدولية عرض الحائط، مستمرة في تصريحاتها المعادية وتهريب الأسلحة والذخائر لاستهداف أرواح الأبرياء، واستمرارها في الحملات الإعلامية المضللة، 

لنعرج إلى مسألة الاستفادة من منهج الآخر حتى لو كان خصماً، يجب محاربتهم بالقوة والتخطيط والتنسيق ذاته وتسخير الإعلام للتصدي، خصوصاً أننا نملك الكثير ولدينا إمكانيات وطاقات كفيلة بإخراسهم. هكذا نتعامل مع ثقافات دموية بلا مذهب ولا هوية، هدفها زعزعة أمننا واستقرارنا وسفك دمائنا، بدل الصمت والتهاون ومراعاة العلاقات الدولية على حساب الشعوب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية