بعد الاستقرار الذي نعمت به البحرين في الفترة الأخيرة بفضل توجيهات سمو رئيس الوزراء الدائمة حفظه المولى، يحق لنا أن نسأل سؤالا مشروعا وصريحا: هل نقبل أن نقارن بين النجاح والإخفاق في مسألة الهروب المتكرر من السجون الذي بلغ ذروته بالهجوم الإرهابي الأخير الذي شكل منعطفاً في أساليب الإرهابيين، وبالتحديد في الوسائل المتاحة لهم التي تشبه أفلام الأكشن الأميركية، ويبدو أن هؤلاء الإرهابيين اخترقوا هذه السجون ليس بقدراتهم الفردية المحدودة ولكن بفعل فاعل ومن خلال تنظيم مدروس، هنا يأتي دور المعاينة والمحاسبة والمكاشفة للمواطن الذي يعيش أجواء سريالية يريد قطرات من معلومات تسد رمق تساؤلاته ولابد في هذا المجال أن أعرج على دور الإعلام الرسمي الذي لم يساعد ولن يساعد على تحقيق ولو قطرة في هذا المجال، صحيح أن هذه المسألة من اختصاص الداخلية ولا يمكن للإعلام البوح بشيء من هذا الغيث إلا من خلال الداخلية، لكن هناك شوارع تعج بالحركة وتختنق بالزحمة المرورية وهناك مواطن يريد أن يفهم بعض هذه الإجراءات فعلى الأقل نسقت الإعلام مع الداخلية لنقل بعض التصريحات ولو كانت مرورية لتخفيف الضغط المرتفع عند المواطن بسبب الهروب وبسبب الزحمة. لا نطالب بمعلومات تضر بمجريات الإجراءات الأمنية ولكن بوقفة محاسبة صارمة.

البحرين تستحق بعد ما مرت به الفترة الماضية أن تعمل بنمط مختلف عما كانت عليه قبل المحنة الدمرة، فالمواطن الذي عايش المحنة وتفاعل معها وساهم في إفشالها من حقه أن يفهم ويسأل ويعرف بل ويشارك في الفعل وليس كردة فعل عاطفية، صراحةً أنا أريد من إعلامنا أن يكف عن الإشادة بالوزارات والوزراء، يفترض في الإعلام أن يكون مرآة المواطن في المعرفة والفهم والإدراك، لا أن يكون كالإعلام الأصم والأبكم، وإلا ما فائدة التبجح بوجود استراتيجيات وبرامج وأفكار وغيرها من الإعلانات المدفوعة الأجر؟

يا إخوان البحرين تستحق أكثر بكثير مما نقدم لها، وسمو رئيس وزرائنا الموقر حفظه الله ورعاه بذل ويبذل في كل دقيقة من جهده وصحته ووقته كله لأجل ألا تكون هناك إخفاقات أو فشل أو تراجع عن حجم المكاسب والمنجزات، ولهذا أشعر ويشعر الغيورون على البحرين بالضغط والغضب حينما يرون الإخفاق هنا أو هناك، لأننا لا نريد أن نسقط مرة أخرى ضحية محنة أخرى لا قدر الله. 

تنويرة: تعطل الساعات لا يعني توقف الزمن.