+A
A-

المعارضة السورية المسلحة تهدد بالرد على خروق الهدنة

تعرضت الهدنة السورية التي توسطت فيها روسيا وتركيا لضغوط متنامية امس الاثنين فتوعد المقاتلون المعارضون بالرد على انتهاكات الحكومة، وقال الرئيس بشار الأسد إن الجيش سيستعيد منطقة مهمة تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق.

وقال الأسد كذلك في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية إن حكومته مستعدة “للتفاوض حول كل شيء” في محادثات سلام يأمل حلفاؤه الروس في عقدها في كازاخستان بما في ذلك المعارضة داخل إطار الدستور السوري. لكنه أشار إلى أن أي دستور جديد يجب أن يطرح في استفتاء، مضيفا أن الأمر يرجع للشعب السوري في انتخاب الرئيس.

ويصر معارضوه منذ بدء الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ست سنوات على رحيله عن السلطة بموجب أي اتفاق سلام مستقبلي. لكن منذ أن انضمت روسيا إلى الحرب إلى جانبه في أواخر عام 2015 تعزز وضع حكومته على أرض المعركة بدرجة كبيرة مما أعطاه ثقلا أكبر الآن بالمقارنة بأي وقت مضى منذ بداية الحرب. ويهدف وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه يوم 30 ديسمبر إلى تمهيد الطريق لمحادثات السلام الجديدة التي تأمل روسيا في عقدها بدعم تركي وإيراني. لكن لم يتحدد موعد للمحادثات وتتبادل الأطراف المتحاربة الاتهامات بانتهاك الهدنة.

وتركز القتال في الفترة الأخيرة بكثافة عالية قرب دمشق على وجه الخصوص حيث يحاول الجيش والمقاتلون المتحالفون معه استعادة السيطرة على منطقة تسيطر عليها المعارضة تضم المصدر الرئيسي الذي يمد العاصمة بالمياه. وكانت محطة المياه قد قصفت فخرجت من الخدمة قبل أكثر من أسبوعين.

وألقى الأسد باللوم على المعارضة في انتهاك الهدنة وقال إن “الإرهابيين يحتلون المصدر الرئيسي للمياه لدمشق حيث يحرم أكثر من خمسة ملايين مدني من المياه منذ ثلاثة أسابيع”. وتابع “دور الجيش السوري هو تحرير تلك المنطقة (وادي بردى) لمنع أولئك الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة.” وقال الأسد إن منطقة وادي بردى تحتلها جماعة متشددة لا يشملها وقف إطلاق النار. وقالت الأمم المتحدة إن 5.5 مليون شخص لا تصلهم مياه جارية كافية أو لا تصلهم على الإطلاق منذ أكثر من أسبوعين في دمشق. وألقت اللوم في قصف محطة ضخ المياه على “استهداف متعمد” لكنها لم توضح أي طرف استهدفها. وتتهم المعارضة الحكومة.

وفشلت في مطلع الأسبوع محادثات بين الحكومة والمعارضين تهدف إلى السماح بإصلاح المحطة ووردت أنباء عن ضربات جوية كثيفة في المنطقة يوم الأحد.

قال متحدث باسم إحدى جماعات المعارضة التي وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار إن قادة المعارضين خلصوا إلى أنهم لا يمكنهم الاستمرار في الالتزام بالهدنة “من جانب واحد” على حد قولهم وإنهم سيردون على هجمات الطرف  الآخر.

وقال مأمون حاج موسى الناطق باسم جماعة صقور الشام المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر لرويترز “حتى ولو استمر الاتفاق ضمن ما هو عليه فهم لهم كامل الحق في الرد على الخروقات حيثما كانت وبالحجم المناسب.”

وأضاف “وسيشعلون عدة جبهات قد تكون في سياق الرد على الخروقات التي امتدت من درعا حتى حلب وادلب وطبعا بالتأكيد وادي بردى.”

وكتب رئيس جماعة معارضة أخرى على حسابه على تويتر يقول “موافقتنا على وقف إطلاق النار كانت لحقن دماء السوريين الذي يقتلهم الأسد وحلفاؤه..أما اليوم مع استمرار الدماء فلن نبقى صامتين..”

ومازالت مساحات كبيرة من الأراضي السورية خارج نطاق سيطرة الاسد ومنها محافظة دير الزور في شرق البلاد التي يسيطر عليها داعش ومناطق كبيرة في شمال سوريا يسيطر عليها مقاتلون أكراد وجيوب تسيطر عليها المعارضة في الغرب.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة تخطط لاستعادة مدينة الرقة من سيطرة داعش قال الأسد “مهمتنا طبقا للدستور والقوانين أن نحرر كل شبر من الأرض السورية.

“هذا أمر لا شك  فيه وليس موضوع نقاش لكن المسألة تتعلق بمتى.. ما أولوياتنا.. وهذا أمر عسكري يرتبط بالتخطيط العسكري والأولويات العسكرية لكن وطنيا ليست هناك أولويات فكل شبر من سوريا هو أرض سورية وينبغي أن يكون خاضعا لسيطرة الحكومة”.