+A
A-

العاهل: التراث والتاريخ هوية الأمة ومرتكز شخصيتها ووجودها

 استقبل عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصافرية أمس رئيس وأعضاء المنظمة الدولية للفن الشعبي برئاسة علي عبدالله خليفة وأعضاء الفريق البحريني المساند وذلك بمناسبة فوز مملكة البحرين برئاسة المنظمة للسنوات 2017 - 2020 واعتماد العاصمة المنامة مقرا رئاسيا لقيادة أعمال المنظمة العاملة تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، والتي تشارك بها 163 دولة بعدد من الباحثين الأكاديميين والفنانين والفرق الاستعراضية والمشتغلين بالحرف والصناعات التقليدية وقطاع من الشباب.

وجاء انتخاب البحرين في اجتماع الجمعية العمومية للمنظمة في مدينة برجامو الإيطالية في شهر نوفمبر الماضي في منافسة مع جمهورية الصين الشعبية وجمهورية الفلبين، وذلك بدعم من دول الاتحاد الأوروبي والمجموعة العربية وعدد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأميركا اللاتينية. ورحب جلالة الملك بالجميع وهنأهم بهذا الفوز، معربا عن تمنياته لهم بالتوفيق في مهامهم لتعزيز التواصل والتعاون بين الدول الأعضاء في هذه المنظمة الدولية في مجال الاهتمام والمحافظة على التراث والفن الشعبي وتعزيز هوية الشعوب الوطنية. 

وأكد جلالته أن فوز مملكة البحرين برئاسة المنظمة الدولية للفن الشعبي يعكس المكانة الرفيعة التي تحظى بها على المستوى العالمي بما تمتلكه من حضارة وتراث عريق وتواصل ثقافي مع مختلف الحضارات القديمة ومركز إشعاع للمعرفة والثقافة، ويؤكد أن البحرين هي موطن للتسامح والتعايش والمحبة والسلام. 

وأعرب عاهل البلاد عن تقديره لجميع الدول التي دعمت المملكة وساندتها للفوز لقيادة هذه المنظمة العالمية، مثنيا جلالته على الجهود الموفقة التي بذلها أعضاء الفريق البحريني المساند لانتخاب مملكة البحرين، والتي أسهمت في نيل هذه الثقة والتقدير العالمي الذي حظيت بها البحرين من قبل الدول الأعضاء.

وأثناء اللقاء، أكد صاحب الجلالة الملك دور مملكة البحرين ومساهماتها في تأسيس المنظمة الدولية للفن الشعبي، مشيرا إلى مشاركة البحرين مع نخبة عالمية من أساتذة العلوم الإنسانية المهتمين بالتراث والثقافة الشعبية في إنشاء هذه المنظمة في العام 1979.  وأكد جلالته أن مملكة البحرين تعتز بثقافتها وتاريخها العريق النابع والمستمد من تراثها وهويتها العربية والإسلامية الاصيلة، مشيراً إلى أن التراث والتاريخ هما هوية الأمة ومرتكز شخصيتها ووجودها المادي والمعنوي ودليل حضارتها ورقيها. وتمنى جلالته لرئيس وأعضاء المنظمة الدولية للفن الشعبي كل التوفيق والسداد لتحقيق كل الأهداف والغايات المنشودة خدمة للدول الأعضاء في المنظمة.

وتشرف رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي علي خليفة بإهداء جلالة الملك نسخة خاصة من خطة المنظمة للسنوات الاربع المقبلة مترجمة إلى ثماني لغات.

كما تشرف رئيس الهيئة العلمية للمنظمة محمد النويري بإهداء جلالة الملك نسخة من آخر إصدار من المجلة العلمية (الثقافة الشعبية) التي تصدر بست لغات من البحرين بدعم ومساندة من عاهل البلاد.

وأعرب رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي عن تشرفه وأعضاء المنظمة بلقاء صاحب الجلالة الملك، معربا عن بالغ الشكر وعظيم التقدير والامتنان على توجيهات جلالته السامية الكريمة، مشيدا باهتمام ودعم جلالته مما سيعزز من دور العاصمة المنامة كمرتكز لأنشطة عالمية ومن البحرين مركز إشعاع لقيادة العالم تحقيقا لرؤية جلالته في مشروعه الإصلاحي بأن رسالة التراث الشعبي ستنطلق من البحرين إلى العالم.  وأشار رئيس المنظمة إلى أنه على مدى السنوات نشطت الكفاءات البحرينية في تقديم البحوث والدراسات والتقارير المتعلقة بغنى وأصالة ثقافة البحرين الوطنية ودورها الريادي في احتضان العديد من فنون الشعوب الوافدة وتوطينها؛ لتكون جزءًا من الرؤية الحضارية التعددية في قبول الآخر، وفي العام 2007 تولت الكفاءات البحرينية بنجاح ملفت بالتعاون مع وزارة الخارجية قيادة فروع المنظمة بإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من العاصمة المنامة.