العدد 3012
الخميس 12 يناير 2017
banner
عالم مجنون د. محسن الصفار
د. محسن الصفار
مكتبة الألعاب
الخميس 12 يناير 2017

تشكل الألعاب جزءا مهما من النمو العقلي للطفل فهي تساعد على تنمية مهاراته البصرية والحركية وتقوي التنسيق بين يده وعينه، كما أنها تنمي مهاراته اللغوية والحسابية، حيث أصبحت الألعاب جزءا مهما من العملية التربوية في الدول المتقدمة.

وعندما يكون الحديث عن الأطفال من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة فإن أهمية هذه الألعاب تصبح مضاعفة حيث إنها الوسيلة الأمثل للتواصل مع أطفال التوحد ومتلازمة داون، لدرجة أن هناك فرعا كاملا من العلاج النفسي يسمى العلاج باللعب، وبالتالي فإن توفير الألعاب المناسبة يلعب دورا كبيرا في تسريع عملية التأهيل ودمج هؤلاء الأطفال في المجتمع مع أقرانهم.

ولكن الألعاب الخاصة بأطفال الاحتياجات الخاصة تكون في أحيان كثيرة مرتفعة الثمن ولا يحتاج الطفل لكل منها إلا فترة قصيرة وبالتالي فإن عملية شرائها كلها مرهقة ماديا للأهل وتحتاج إلى مساحة كبيرة قد لا تكون متوفرة في كل البيوت. ومن هنا جاءت فكرة مكتبة الألعاب في العديد من الدول وهي مكتبة أشبه بمكتبة الكتب ولكنها تحتوي على الألعاب التي يحتاجها الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث بإمكان الأهل استعارتها مقابل بدل اشتراك رمزي وعند انتهاء الحاجة اليها اعادتها وأخذ لعبة ثانية بدلا عنها وبالتالي يكون بإمكان أطفال الاحتياجات الخاصة الاستفادة من عدد كبير من الألعاب المفيدة دون أن يثقل ذلك كاهل أهلهم ماديا.

إن فكرة كهذه ليست صعبة التطبيق وأتمنى حقا أن تتبناها إحدى الجهات الحكومية ذات العلاقة أو إحدى منظمات المجتمع المدني لما في ذلك من خدمة لفلذات أكبادنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وتحديدا التوحد ومتلازمة داون. كما أن الكثير من الدول تخصص أياما محددة شهريا في صالات السينما لأطفال التوحد وذويهم، حيث تكون الأنوار مضاءة، والصوت خافتا، وبإمكان أطفال التوحد الذين يعانون عادة من الإفراط الحركي ويصعب عليهم الجلوس في مكان واحد ولديهم حساسية تجاه الأصوات المرتفعة الاستمتاع بالأفلام الخاصة بالأطفال دون إحراج لأهلهم كما قد يحدث في صالات السينما العادية.

إن دمج أطفال التوحد في المجتمع مسؤولية الجميع من دولة ومنظمات مجتمع مدني ومواطنين ومقيمين، وأية مبادرات تؤدي الى تسهيل عملية الدمج هذه يجب أن يتم تبنيها وتشجيعها خصوصا إذا كانت لا تتضمن ميزانيات كبيرة أو إمكانات مادية مكلفة. أتمنى أن تتم الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في علاج وتأهيل أطفال التوحد في دول الخليج العربي كافة كي نضمن أن يحصل الأطفال على فرصتهم العادلة في الاندماج وخدمة الوطن كأفراد منتجين ومثمرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية