العدد 3015
الأحد 15 يناير 2017
banner
رجاء اعملوا بلا ضجيج
الأحد 15 يناير 2017

نحن في البحرين كمواطنين مساكين حقاً، بل نحن طيبون، وأحيانا تفوق طيبتنا حقنا كمواطنين بالمعرفة أو الممارسة فيما يتعلق بشؤون حياتنا، إذ نظل في البداية كلما وجدنا أخطاء أو تجاوزات في الخدمات التي تقدم نغضب ونصرخ ونكتب ونهاجم ولكن بمجرد أن تنتهي المشكلة نعود إلى طبيعتنا في الإشادة وكأن النظام وبكلمة أخرى “السستم” طوال الوقت معطل ويصحو فقط عندما تحدث مشكلة ويعود للنوم مرة أخرى، هكذا الأمور تجري عندنا، ننزعج ونغضب فقط عندما تحدث الأخطاء ثم تعود المياه لمجاريها بانتظار خطأ هنا وتجاوز هناك لتعود دورة الغضب عندنا، وكلامي هنا يشمل الجميع بلا استثناء ممن يتحمل مسؤولية التعبير سواء بالقلم أو اللسان أو الجريدة أو التواصل الاجتماعي.

خذوا على سبيل المثال حديثنا عن آخر صرعة إعلامية ناتجة عن مقطع فيديو صوره أحد المواطنين حول برادات رويان وتلاعبها بالأسعار مما دفع وزارة التجارة لإغلاقها بسرعة الضوء علماً أن أغلب البرادات الكبيرة تتلاعب بالأسعار منذ سنين، ومع اعتقادي أن المواطن عليه مسؤولية التبيلغ، لكن المواطن أيضاً ليس لديه أي وقت لملاحقة البرادات والمتاجر والورش والوكالات والصيدليات...إلخ، ليترك شؤونه ويلاحق الأسعار في هذه الأماكن، هذه مسؤولية وزارة التجارة بالدرجة الأولى والثانية والعاشرة وإلا لماذا نرى هذه الوزارة في الدول المتقدمة تغلق الباب أمام ذلك؟ غرفة تجارة وصناعة البحرين تكفي ما قالته استقالة نبيل كانو!

هذا مثال فقط على أننا نتحرك فقط وقت أن يبلغنا أحد بوجود مشكلة، بل حتى هذه أحياناً لا تحركنا إذ ننتظر حدوث المشكلة وننتظر منها أن تكبر وتهدد وجودنا ثم بعد ذلك نتحرك وبعدها نشيد بانتهاء المشكلة مع أن الأولوية والمهمة الأساسية الحقة هي منع المشكلة من الأساس، حينما نصل إلى مستوى الوقاية هنا تجب الإشادة، حينما نمنع الخطر هنا يكمن التفوق، عندما نتمكن من تحصين مجتمعنا من وقوع الكارثة هنا الامتياز الذي يستحق الإشادة وقد لا تعلمون أن ما حققته البحرين خلال النصف قرن الماضي من مكاسب وإنجازات تحقق بفضل المبادرات والإبداعات والتفاني والإخلاص في الأداء وليس بالإشادة والمجاملات التي لا تنفع إلا صاحبها ولا علاقة لها بتطور الأوطان، لقد نهضت الأمم الصغيرة وأضحت أمماً كبيرة رغم صغر حجمها بفضل الإنسان الذي يعمل بلا ضجيج.

  تنويرة: لا أخشى ألف صديق انقلب ضدي، لكنني أخشى امرأة واحدة تفعل ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية