العدد 3018
الأربعاء 18 يناير 2017
banner
هُرمز والاستراتيجية الإيرانية
الأربعاء 18 يناير 2017

مضيق هُرمز من الممرات الدولية المائية الطبيعية في العالم، وتتمتع فيه جميع دول العالم بحق الملاحة البحرية من دون شروط، وعلى مياهه توجد الجزر العربية (جزيرة قشم، هنغام، هُرمز، لارك ومجموعة جزر أخرى صغيرة)، ولهذا احتل النظام الإيراني جزر (أم الغنم، أبوموسى، طنب الكبرى والصغرى) ليتمكن من إعادة بناء عرشه المخلوع على تراب الجزيرة العربية وتوسيع امبراطوريته، إذ يَعد المضيق باب الخليج العربي إلى العالم الخارجي، والمدخل الرئيسي إلى نفط أقطار الخليج العربي. وكذلك يُمثل المنفذ الوحيد للبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وقطر والعراق.

وأي اعتداء علي حرية الملاحة في المضيق من شأنه أن يَعزل الخليج العربي ويجعله بحرًا مُغلقًا، مما يؤثر على المصالح الاقتصادية للمنطقة والعالم. وتتحدث الدراسات الاقتصادية والاستراتيجية عن أهمية المضيق الاقتصادية والتجارية، ويعود سبب التهديد الإيراني المُستمر لغلق المضيق كلما ساءت علاقتها مع خصومها، وتؤكد دائمًا بل تؤمن بأن لها مصلحة مشروعة لتوسعة نفوذها، وعلى مدار السنوات السابقة ادعت بأن أمن منطقة الخليج العربي مسؤوليتها، لذا نظمت الكثير من المناورات العسكرية، بجانب الوعيد والتهديد بإغلاق المضيق. ولو قام النظام الإيراني بغلق مضيق هُرمز فإن الدولة الإيرانية ستكون أول وأكبر الخاسرين من غلقه، لاعتمادها على تصدير النفط من خلاله إلى الصين ودول آسيا وأوروبا واليونان بما يبلغ (18 %) من إجمالي صادراتها النفطية. واحتياطا من هذا الأمر  لجأت السعودية والإمارات إلى مد خطوط أنابيب، كما ستضطر إلى شق قناة مائية تربط بين الخليج العربي وخليج عُمان. 

وأرسلت أقطار الخليج العربي رسائل إلى النظام الإيراني ومنها تنظيم مناورات رعد الشمال التي شاركت فيها قوات عسكرية لعشرين دولة بقيادة المملكة العربية السعودية ردًا على استمرار هذا النظام  بتهديداته ووعيده بإغلاق المضيق. إن استراتيجية النظام الإيراني قائمة على التهديد المستمر لأمن المنطقة من خلال تأجيجه الصراع السياسي والطائفي في المنطقة، وتدخله في الشؤون الداخلية لأقطارنا، وفرض إرادته على الجميع من خلال استعراض عضلاته وقواته وعتاده وميليشياته. وبموجب القانون البحري الدولي فإن من حق جميع السفن اجتياز المضيق، وعلى الدولة الإيرانية أن تلتزم بقواعد الملاحة الخاصة. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .