+A
A-

فعاليات: مدينة حمد مستثناة من الخدمات

دعا عدد من أهالي مدينة حمد عبر “البلاد” الجهات المختصة وبمقدمتها وزارات الصحة، والأشغال والبلديات، والمؤسسة العامة للشباب والرياضة إلى إعادة المدينة إلى دائرة الاهتمام والخدمات، موضحين أنها أصبحت “خارج الخارطة والاهتمام”.

 وأوضح الأهالي خلال حديث موسع أجراه معهم مندوب الصحيفة، بمجلس النائب محمد العمادي أنهم يعانون الأمرين من نقص الخدمات الطبية، وشح المواقف، والاختناقات المرورية المتصاعدة، وكذلك شح المرافق الرياضية والشبابية، والتي وصفوها بالغير المبررة”. وفيما يلي نص اللقاءات.

شباب ضائع

ففي البداية، تساءل علي حمود الفرج عن الأسباب الكامنة لشح الملاعب والصالات الرياضية والمراكز الشبابية بمدينة حمد، قياساً بالتعداد السكاني لها والذي تخطى 100 ألف شخص، وقال” هناك ملعب نموذجي واحد فقط بالدوار الأول، يصاحبه مركز شبابي يتيم، وملعب آخر (بدائي) بدوار 19، قبالة أعداد ضخمة من الشباب، يقضي معظمهم أوقات فراغه بقيادة السيارات، والجلوس بالمقاهي، فهل هذا ما يستحقه الشباب البحريني؟”.

 وأضاف الفرج “نتابع بدهشة التحركات التي تقودها المؤسسة الرياضية المختصة بشؤون الشباب ببقية المناطق، ولكن مدينة حمد مستثناة وكأنها خارج الخارطة، ولا ننكر وجود بعض الملاعب الصغيرة المتناثرة هنا وهناك، لكنها بسيطة وبدائية وغير مهيأة وغير جاذبة، لا توجد برامج شبابية، ولا اهتمام حقيقي بتوفير الأرضية المناسبة التي تحتويهم، والآن ونحن جالسون بهذا المجلس معكم، لا نعلم جميعنا أين هم أبنائنا وماذا يفعلون؟”. وعلق النائب محمد العمادي باقتضاب قائلا: “الشباب على الأرصفة”.

 

حال المراكز: 

بدوره، قال هشام حسين أحمد إن في مدينة حمد مركزين صحيين فقط، لا يغطيان حاجة المواطنين، خصوصاً بعض الحالات العلاجية والمرضية كالعلاج الطبيعي، والأسنان، والولادة، وعلاج الكلى، إضافة إلى الفجوة الكبيرة ما بين المواعيد والتي تضع المرضى بمأزق حقيقي. 

وبين هشام أن الحل يبدأ بإعادة تنظيم عمل هذين المركزين ليصبحا 24 ساعة، بدلاً من الدوامات المؤقتة والتي تدفع المواطنين للذهاب للمستشفيات البعيدة كالمستشفى العسكري والسلمانية، الأمر الذي يمثل إشكالية لربات البيوت وللأسر التي يعمل عائلها بنظام المناوبات”.

  

حديث النائب 

ومن جهته، قال العمادي “مشكلة مزمنة، لا توجد لها أي بوادر للحلول مع اجتماعات متعددة عقدناها مع مسؤولي الصحة، بل إنها في تصاعد مستمر مع المشاركة الكثيفة لأهالي القرى القريبة لهذين المركزين، فالمركز الموجود بالدوار الثالث يعطل بإجازة نهاية الأسبوع، أما الثاني (بدوار 17) فيتوقف عمله عند الساعة 12 مساء”.

وأضاف “من الضرورة تحويل نظام عمل المركزين الحاليين لنظام 24 ساعة، وزيادة عدد الأطباء، وإجراء توسعة بهما، وهي تطلعات لن تتحقق دون تخصيص الميزانية اللازمة والتي تمثل العائق المستمر لتحقيق كل ما ذكرت”.

 

بخلاف الآخرين

وفي مداخلة له، أوضح العضو البلدي لثامنة الشمالية محمد الشوك أنه لا يوجد بمدينة حمد -حتى اللحظة- مجمع تجاري ضخم ومتكامل أسوة ببقية المناطق الأخرى، باستثناء بعض المجمعات الصغيرة في سوق واقف، الأمر الذي يشكل ضغطاً شديداً على سوق واقف بأغلب الأوقات، وهو ما يخلف أزمة مرورية خانقة بأغلب الأوقات، خصوصاً الفترة المسائية، وهي أزمة مستمرة مع افتقار السوق للتخطيط المروري المناسب، وشح منافذ الدخول والخروج والتي تعطل مصالح الناس. 

وكرر الشوك مطالبة الأهالي المستمرة بفتح منفذ جديد لمجمع 1203، مبيناً أنهم يضطرون أثناء الدخول لمساكنهم بالمرور عبر سوق واقف وهو ما يمثل لهم أزمة حقيقية، وعلى الرغم من المتابعات المستمرة مع “الأشغال” ورفع المذكرات لفتح منفذ بالدوار (2) لتخفيف وطأة الزحام، بالقرب من البنك الإسلامي، إلا أنهم تعذروا باحتمالية حدوث ذلك، على حد قولهم.

ماهي الأسباب

ويتفق معه أحمد النايف فيما قال، وأضاف “أسباب الازدحام المستمر بمدينة حمد، ضيق الشوارع والتي تمثل السمة الرئيسية لشوارع المدينة، ناهيك عن شح المواقف، وافتقار العديد من الأحياء للمواقف العامة”. 

وزاد “أحيانا يضطر السائق للعودة للخلف 50 مترا حتى يفتح مجال للسواق الآخرين، وبالذات في المناطق الداخلية”.

  

بلا منافذ

في الأثناء، قال موسى النعيمي إن المنافذ الرئيسية لمدينة حمد لا تغطي التزايد الكبير في عدد السيارات والتوسع العمراني والسكاني، مضيفاً “المنافذ الجديدة في دوار 6 ودوار 18 تمثل إضافة للبنية التحتية لكنها لا تسد الحاجة، خصوصاً وأنها تمثل ممراً أساسياً للقرى والمناطق الأخرى القريبة من المدينة”.

 

صوت المواطن

وبدوره، أوضح حسين القلاف امتناع إذاعة البحرين عن نقل صوته عبر الأثير حول ما تعانيه مدينة حمد ومشاكلها ومطالبها أهاليها، على الرغم من أنه ناشط اجتماعي قديم وجم اهتمامه هو خدمة البحرين وأهلها. 

ولم يبد القلاف الأسباب الفعلية لهذا المنع، معبرا عن استغرابه وتعجبه من ذلك.

 

حل مختلف

وفي حديث له، أشار محمد علي هلال إلى ضرورة استغلال صالات المدارس والمسابح والمرافق الرياضية للشباب، وهي فكرة فاعلة استثمرتها الكثير من الدول، ووفرت للشباب متنفساً لممارسة الرياضات التي يحبونها، على أن يتم ذلك بتنسيق مسبق ودقيق ما بين المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ووزارة التربية والتعليم، والعمل على توفير الأمن للمدارس وحماية مرافقها من التخريب أو الاستغلال. 

وعاد العمادي معلقاً “أدعو المؤسسة العامة للشباب إلى تبني هذه المبادرة والتي ستوفر الأموال على الدولة، وتمثل حلاً سريعاً وفاعلاً لمعالجة الفراغ الذي يعانيه الكثير من الشباب البحريني، والذي يمثل أزمة اجتماعية متصاعدة”.